التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الكلف بالمحامد والأذكار والمبتلى في إظهاره على الظلمة الإنكار، أبو صالح الحنفي ماهان، وقيل: إن اسمه عبد الرحمن بن قيس، أخو طليق».
مناقبه ومروياته:
روي عن محمد بن فضيل عن أبيه عن ماهان الحنفي، قال: أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب، وثوبه الذي يلبس، أكثر ذكرا الله منه، وكان لا يفتر من التكبير والتسبيح والتهليل.
وروي عن محمد بن حنبل، حدثني إبراهيم - مؤذن بني حنيفة- قال: أمر الحجاج بماهان أن يصلب على بابه قال ورأيته حين رفع على خشبة يسبح ويهلل ويكبر، ويعقد بيده حتى بلغ تسعًا وعشرين، قال: وطعنه الرجل على تلك الحال، قال: فلقد رأيته بعد شهر معقودًا بيده تسعة وعشرين قال وكنا نرى عنده الضوء بالليل شبه السراج.
وروي عن محمد بن فضيل عن رجل قال: رأيت أبا صالح ماهان الحنفي حين صلبه الحجاج على الخشبة، فجعل يسبح ويعقد، قال: فبلغ التسبيح في يده ثلاثا وثلاثين يعقدها، قال: فجاء فطعنه فقتله، قال: فلقد رأيت العقد في يده بعد كذا، وأشار بيده.
وروي عن محمد بن حميد، ثنا جرير عن أبي إسحاق :- يعني : الشيباني - قال: دنوت من ماهان أبي صالح لما أراد ابن أبي مسلم أن يقطعه ويصلبه، فقال: تنخ يا ابن أخي، لا تسأل عن هذا المقام.
وروي عن أحمد بن عمران، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول : قال عمار الدهني: جئت وإذا ماهان الحنفي قد رفعت خشبته، وقد اجتمع الناس، فقال يا عمار وأنت فيهم؛ فذهبت وتركته.
وروي عن سفيان عن أبي سنان عن أبي صالح الحنفي، قال: ما أبالي ما قالت ابنتي، أأعافى فأشكر، أو أبتلى فأصبر.
وروي عن سفيان عن كثير أبي طلحة سمعه من ماهان قال الحق ثقيل وابن آدم ضعيف، والذكر ساعة بعد ساعة.
وروي عن ضرار عن ماهان، قال: إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد، فقل: السلام علينا من ربنا.
وروي عن سفيان بن دينار التمار، قال: سألت ماهان الحنفي ما كانت أعمال القوم؟ قال: كانت أعمالهم قليلة، وكانت قلوبهم سليمة.
وروي عن أبي عون الثقفي، قال: سمعت أبا صالح الحنفي يقول: سمعت رجلًا يقال له: ابن الكوى، سأل عليا عن ابنة الأخ من الرضاعة، فقال: ذكرت ابنة حمزة لرسول الله ﷺ فقال: إنها ابنة أخي من الرضاعة.
وروي عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي، قال: سمعت عليا - رضي الله تعالى عنه - يقول على المنبر : سلوني عما شئتم؛ فقال له رجل يقال له ابن الكوى يا أمير المؤمنين. ما تقول في الأختين يتخذهما الرجل؟ فقال له علي: إنك لذهاب في التيه سل عما يعنيك ولا تسأل عما لا يعنيك، فقال له ابن الكوى: يا أمير المؤمنين إنما نسألك عما لا نعلم فأما ما نعلم فلا نسألك عنه، فقال له علي رضي الله تعالى عنه: حرمتهما آية من كتاب الله تعالى أراه قال: وأحلتهما آية من كتاب الله تعالى، قوله تعالى: ﴿وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [النساء: ۲۳]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ﴾ [النساء: ٣٦] فقال له ابن الكوى وما تقول في ابنة الأخ من الرضاعة، أيتزوجها الرجل؟ قال: لا، إني كنت أخرجت ابنة حمزة بن عبد المطلب من بين مشركي مكة على خوف شديد وغزو شديد، فأتيت بها المدينة فعرضتها على رسول الله له ؛ فذكرت له حالها وجمالها وهيئتها وحسن خلقها، فقال لي رسول الله ﷺ: «إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي، إِنَّهَا ابْنَهُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ».
وروي عن أبي عون، قال: سمعت أبا صالح الحنفي، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول : أهدى إليَّ رسول الله الله الحلة سيراء؛ فكسانيها أو أعطانيها فلبستها، فعرفت في وجهه الغضب، فقال: «إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبِسَهَا»؛ فأمرني فشاطرتها بين نسائي.
وروي عن وكيع عن مسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله ﷺ ثوب حرير، فأعطانيه وقال: «شَقَقْتُهُ خُمرًا بَيْنَ النِّسَوْةَ».
وروي عن مسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي بن أبي طالب، قال: قال لي رسول الله ﷺ ولأبي بكر يوم بدر: «عَلَى يَمِينِ أَحَدِكُمْ جِبْرِيلُ، وَالْآخَرُ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ، وَيَكُونُ فِي الصَّفٌ».
الرئيسة