التعريف بها:
هي ابنة الصديق الأكبر رضي الله عنه وشقيقة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قال عنها أبو نعيم: «ومنهن الصادقة الذاكرة الصابرة الشاكرة، أسماء بنت الصديق، الشاقة نطاقها لعصم قربة النبي ﷺ وعلاقتها ».
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: دخلت على أسماء وهي تصلي؛ فسمعتها وهي تقرأ هذه الآية: ﴿فَمَن الله عَلَيْنَا وَوَقَننَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ [الطور: ۲۷]، فاستعاذت، فقمت وهي تستعيذ، فلما طال علي أتيت السوق، ثم رجعت وهي في بكائها تستعيذ».
وروي عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما أراد رسول الله
ﷺ الخروج إلى المدينة صنعت سفرته في بيت أبي بكر؛ فقال أبو بكر: ابغيني معلاقا لسفرة رسول الله ﷺ،
وعصاما لقربته؛ فقلت ما أجد إلا نطاقي قال فهاتيه قالت فقطعته باثنين، فجعل إحداهما للسفرة، والأخرى للقربة؛ فلذلك سميت ذات النطاقين».
وروي عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدَّثه، عن جدته أسماء بنت أبي بكر، قالت: لما خرج رسول الله له وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه قالت فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره؛ فقال : والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت قلت: كلا يا أبت. إنه قد ترك لنا خيرًا كثيرًا، قالت: فأخذت أحجارًا فوضعتها في كوة في البيت كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده؛ فقلت: ضع يدك يا أبت على هذا المال، قال: فوضع يده؛ فقال: لا بأس إن كان ترك لكم هذا، فقد أحسن، ففي هذا لكم بلاغ، قالت: ولا والله ما ترك لنا شيئًا، ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
وروي عن ابن إسحاق: وحدثت عن أسماء، قالت: لما خرج رسول الله ﷺ وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل؛ فوقفوا على باب أبي بكر ، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي؟ قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا؛ فلطم خدي لطمة خر منها قرطي، قالت: ثم انصرفوا».
وروي عن هشام بن عروة عن أبيه قال: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشر ليال، وأنها وجعة؛ فقال عبد الله : كيف تجدينك؟ قالت: وجعة، قال: إن في الموت لعافية، قالت: لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمناه فلا تفعل، فالتفت إليَّ عبد الله فضحكت، وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك، إما أن تقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقر عيني عليك، وإياك أن تعرض خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت، وإنما عني ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك، وكانت ابنة مائة سنة.
وروي عن القاسم بن محمد، قال: جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار لها وقد ذهب بصرها؛ فقالت: أين الحجاج؟ قلنا: ليس هاهنا، قالت: فمروه، فليأمر لنا بهذا العظام، فإني سمعت النبي الله ينهى عن المثلة، قلنا: إذا جاء قلنا له، قالت: إذا جاء فأخبروه أني سمعت النبي ﷺ يقول: «إِنَّ فِي ثَقِيفِ كَذَّابًا وَمُبِيرًا».
الرئيسة