التعريف به: هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: القارئ القوام الساري الصوّام الفقيه الأثير، الفقير الأسير، الأسود بن يزيد النخعي». مناقبه ومروياته: روي عن منصور عن إبراهيم، قال: كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في کل ست ليال. وروي عن شعبة عن أبي إسحاق، قال: حج الأسود ثمانين، ما بين حجة وعمرة. وروي عن الشعبي قال: وسئل عن الأسود؛ فقال: كان صوَّامًا، قوَّامًا، حجاجًا. وروي عن ابن عون، قال: قلت للشعبي: علقمة أفضل أم الأسود؟ قال: علقمة، وكان الأسود رجلًا حجّاجا ، وكان علقمة بطيئًا، وهو يدرك السريع. وروي عن الشعبي، قال: أهل بيت خلقوا للجنة؛ علقمة، والأسود، وعبد الرحمن. وروي أنه: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم: الأسود بن يزيد، كان مجتهدا في العبادة، يصوم حتى يخضر جسده ويصفر، وكان علقمة بن قيس يقول له: لم تعذب هذا الجسد؟ قال: راحة هذا الجسد أريد، فلما احتضر بكي؛ فقيل له: ما هذا الجزع ؟ قال : ما لي لا أجزع، ومن أحق بذلك مني؟ والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل لهمني الحياء منه مما قد صنعته، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير، فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه، ولقد حج الأسود ثمانين حجة. وروي عن أبي قيس الأودي، قال: كان الأسود بن يزيد يجهد نفسه في الصوم والعبادة حتى يخضر جسده ويصفر، وكان علقمة يقول له: ويحك لم تعذب هذا الجسد؟ فيقول: إن الأمر جد، إن الأمر جد. وروي عبد الله بن بشر أن علقمة والأسود بن يزيد حجا، وكان الأسود صاحب عبادة، وصام يوما فكان الناس بالهجير، وقد تربد وجهه، فأتاه علقمة فضرب على فخده؛ فقال : ألا تتق الله يا أبا عمرو في هذا الجسد، علام تعذب هذا الجسد؟ فقال الأسود: يا أبا شبل الجد الجد. وروي عن شعبة عن المغيرة عن إبراهيم عن الأسود، وإذا رأيته قلت: راهبًا من الرهبان، وإذا حضرت الصلاة أناخ، ولو على حجر. وروي عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «حَصَّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوِوْا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ الدُّعَاءَ». وروي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله عن النبي ﷺ قال: «إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءٌ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ وَيُخَفِّفُونَهَا إِلَى شَرَقِ الْمَوْتَى، وَإِنَّهَا صَلَاةٌ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ حِمَارٍ، وَصَلَاةُ مَنْ لَا يَجِدْ بُدا؛ فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيُصَلُّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ سَبْحَةً».
الرئيسة