التعريف بها:
هي ابنة سيدنا رسول الله O وزوج سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه وأم الحسنين الشريف سبطا سيدنا رسول الله O قال عنها أبو نعيم: «ومن ناسكات الأصفياء، وصفيات الأتقياء، فاطمة رضي الله تعالى عنها، السيدة البتول البضعة الشبيهة بالرسول ، ألوط أولاده بقلبه لصوفًا، وأولهم بعد وفاته به لحوقا، كانت عن الدنيا ومتعتها عازفة، وبغوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارفة» وقد قيل: إن التصوف الثبات في الوفاق، والبتات للحاق.
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن مسروق عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كنا عند النبي ﷺ في مرضه الذي مات فيه ما تغادر منا واحدة، إذ جاءت فاطمة تمشي ما تخطى مشيتها من مشية النبي ﷺ شيئًا، فلما رآها قال: «مَرْحَباً بِابْنَتي»، فأقعدها عن يمينه أو عن يساره، ثم سارها بشيء؛ فبكت، فقلت لها أنا: من بين نسائه خصك رسول الله ﷺ من بيننا بالسرار، وأنت تبكين، ثم سارها بشيء؛ فضحكت قالت: فقلت لها: أقسمت عليك بحقي أو بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني، قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله ﷺ سره، قالت: فلما توفي النبي ﷺ سألتها؛ فقالت: أما الآن فنعم، أما بكائي فإن رسول الله ﷺ قال لي: «إِنَّ جِبْرِيلَ ال كَانَ يَعْرِضُ عَلَيَّ القُرْآنَ كُلَّ عَام مَرَّةً، فَعَرَضَ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى إِلَّا أَجَلِي قَدِ اقْتَرَبَ» فبكيتُ؛ فقال لي: «اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي أَنَا نِعْمَ السَّلَفُ لَكِ»، ثم قال: «يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِ سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِينَ، أَوْ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ» فضحكت.
وروي عن المسور بن مخرمة يقول: إنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ ابْتَتِي، بِضْعَةٌ مِنِّي، يُرِينِي مَا أَرَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا».
وروي عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ لفاطمة رضي الله تعالى عنها: «أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِي لحُوقًا بِي».
وروي عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ : «مَا خَيْرٌ لِلنِّسَاءِ؟»، فلم ندر ما نقول؛ فسار علي إلى فاطمة، فأخبرها بذلك؛ فقالت: فهلا قلت له: خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن؛ فرجع فأخبره بذلك، فقال له: «مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا؟»، قال: فاطمة، قال: «إِنَّهَا بِضْعَةٌ مِنّي».
وروي عن سعيد بن المسيب عن علي أنه قال لفاطمة: «مَا خَيْرٌ لِلنِّسَاءِ؟» قالت: لا يرين الرجال ولا يرونهن؛ فذكر ذلك للنبي الله O، فقال : «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي».
وروي عن ابن أعبد، قال: قال علي: يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت ابنة رسول الله Oوأكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرت بالرحا حتى أثرت الرحا بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، وأصابها من ذلك ضر.
وروي عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن فاطمة كانت حاملا؛ فكانت إذا خبزت أصاب
حرف التنور بطنها، فأتت النبي لا تسأله خادمًا، فقال: «لَا أُعْطِيكِ وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَةِ تُطْوَى بُطُوتُهُمْ مِنَ الجُوعِ، أَوَلَا أَدُلُّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ إِذَا آوَيْتِ إِلَى فِرَاشَكِ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ تَعَالَى ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِرِينَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ».
وروي عن عمرو بن دينار، قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما رأيت أحدًا قط أصدق من
فاطمة غير أبيها، قال: وكان بينهما شيء؛ فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب.
وروي عن عمران بن حصين أن النبي ﷺ قال: «أَلَا تَنْطَلِقُ بِنَا نَعُودُ فَاطِمَةَ، فَإِنَّهَا تشتكي؟»، قلت: بلى. قال: فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها، فسلم واستأذن؛ فقال: «أَدْخُلُ أَنَا وَمَنْ مَعِيَ ؟ قالت نعم ومن معك يا أبتاه، فوالله ما علي إلا عباءة؛ فقال لها: «اصْنَعِي بِهَا كَذَا، وَاصْنَعِي بِهَا كَذَا»، فعلمها كيف تستتر؛ فقالت: « والله ما على رأسي من خمار، قال: فأخذ خلق ملاءة كانت عليه؛ فقال: «اخْتَمِرِي بِهَا»، ثم أذنت لهما فدخلا؛ فقال: «كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا بُنَيَّةَ؟»، قالت: إني لوجعة، وإنه ليزيد في أنه ما لي طعام آكله، قال: «يَا بُنَيَّةَ. أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ؟» قالت: تقول: يا أبت فأين مريم ابنة عمران، قال: «تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالِكِ، أَمَا وَالله زَوَّجْتُكِ سَيْدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ».
الرئيسة