التعريف به:
هو صاحب سيدنا رسول الله O وأحد رواة الأحاديث الأكابر قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: القوي الخاشع القارئ المتواضع، صاحب الصيام والقيام عبد الله بن عمرو بن العاص، كان بالحقائق قائلا، وعن الأباطيل مائلا، يعانق العمل، ويفارق الجدل، يطعم الطعام، ويفشي السلام، ويطيب الكلام وقد قيل: إن التصوف التخلق بأخلاق الكرام، والاستسلام بنوازل الأحكام».
أخلاقه وأيامه في الإسلام:
روي عنه أنه قال: «أخبر رسول الله O أني أقول لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت، فقال لي: «أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، وَلأَقومَنَّ الَّليْلَ مَا عِشْتُ»، فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي، قال: «فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيْعُ ذَلِكَ».
وروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن عمرو قال: دخل على رسول الله ﷺ بيتي؛ فقال: «يَا عَبْدَ اللهُ بنَ عَمْرُو. أَلَمْ أُخْبَرُ أَنَّكَ تَكَلَّفْتَ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصَوْمَ النَّهَارِ؟»، قلتُ: إِني لأفعل؛ فقال إِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ جُمْعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، فغلظت فغلظ عليَّ، فقلت: إني لأجد قوة على ذلك يا رسول الله ؛ فقال: «إِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا».
وروي عن أبي سلمة قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: «حدثني مدخل رسول الله ﷺ عليك، وما قال لك؟ قال: دخل علي؛ فقال: «يَا عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرُو أَلَمْ أُخْبَرُ أَنَّكَ تَكَلَّفْتَ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصِيَامَ النَّهَارِ؟»، قال: قلت: إني أفعل ذلك يا رسول الله، قال: «إِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِذَا أَنْتَ صُمْتَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»، فغلظت فغلظ علي؟ فقلت: إني أجدني أقوى من ذلك يا رسول الله؟ فقال: «إِنَّ أَعْدَلَ الصِّيَامِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِيَامُ دَاوُدَ علي»، قال: فأدركني الكبر والضعف حتى وددت أني غرمت مالي وأهلي، وأني قبلت رخصة رسول الله له له من كل شهر ثلاثة أيام».
وروي عن عبد الرحمن بن رافع قال: لما كبر عبد الله بن عمرو بن العاص، واشتد عليه قراءة القرآن قال إني لما جمعت القرآن أتيت رسول الله فقلت له: إني قد جمعت القرآن، فافرضه عليَّ، قال: «اِقْرَأَهُ في الشَّهْرِ»، قال: قلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اِقْرَأَهُ فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْن»، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اقْرَأَهُ فِي الشَّهْرِ ثَلَاثًا قال: فقلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اِقْرَأَهُ في كُلِّ سِتّ»، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: إقْرَاهُ في كُلِّ ثَلَاثٍ»، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: فغضب، وقال: «قُمْ فَاقْرَأ».
وروي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، قال: زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت على جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته حتى دخل عليها، فقال لها : كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفًا، ولم يقرب لنا فراشا فأقبل على فعذ مني، وعضني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها وفعلت، ثم انطلق إلى النبي ، فشكاني فأرسل إلى النبي الله فأتيته ، فقال لي: «أَتَصُوْمَ النَّهَارَ؟»، قلت: نعم، «أَفَتَقُوْمَ اللَّيْلَ ؟»، قلت: نعم، قال: الكِنِّي أَصُوْمُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَمَسُّ النِّسَاءَ، فَمَنْ
رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، ثم قال: «اقْرَأ الْقُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ»، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: «فَاقْرَأَهُ في كُلِّ عَشْرَةِ أَيَّامٍ»، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: «فَاقْرَأَهُ في كُلِّثلاث»، ثم قال: «صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قلت: إني أقوى من ذلك، فلم يزل يرفعني قال: حتى قال: «هُمْ يَوْمًا، وَافْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الصِّيَامِ، وَهُو صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ قال حصين في حديثه: ثم قال النبي : «إِنَّ لِكُلِّ عَابِدِ شَرَةٌ، وَإِنَّ لِكُلِّ شَرَةٍ فَتْرَةٌ، فَإِمَّا إِلَى سُنَّةٍ وَإِمَّا إِلَى بِدْعَةٍ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدْ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ».
وروي عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي ﷺ: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرِفْتَ وَمَنْ لَا تَعْرِفُ ».
وروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنه
يقول : لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء، فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال: هكذا وهكذا، يقول : يتصدق يمينا وشمالا.
الرئيسة