التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهن الراكن إلى ذكر الله ، والساكن إلى ضمان الله، المفارق للمثرين والكبراء، المرافق للمساكين والفقراء، كان لمسير الأجل مبصرا، ولغرور الأمل محذرًا، كان على نفسه نائحا ، وإلى الحق رائحا ، صاحب التشمير والعدة والأهبة، عون بن عبد الله بن عتبة. وقيل : إن التصوف النبذ للحقير، والأخذ بالخطير».
مناقبه ومروياته:
روي عن نوفل بن أبي الفرات قال سمعت عون بن عبد الله يقول: إن لكل رجل سيدًا من عمله،
وإن سيد عملي الذكر.
وروي عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال مجالس الذكر شفاء القلوب.
وروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حجاج عن المسعودي عن عون بن عبد الله ، قال : ذكر الله صقال القلوب.
وروي عن أبو خالد الأحمر بن عجلان عن عون بن عبد الله قال : ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين، والغافل في الذاكرين كالفار عن المقاتلين.
وروي عن الحسن بن محمد بن أعين، ثنا النضر بن عربي عن عون بن عبد الله، قال: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف المدبرين.
وروي عن مطرف بن معقل الشقري قال: سمعت عون بن عبد الله يقول: ذاكر الله في غفلة الناس كمثل الفئة المنهزمة يحميها الرجل، لولا ذلك الرجل هزمت الفئة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس هلك الناس.
وروي عن مطرف، قال: سمعت عونًا يقول: لو تأنى على الناس ساعة لا يذكر الله فيها هلك من في الأرض جميعا.
وروي عن المسعودي عن عون بن عبد الله، قال: كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها، قال: فاتكأت ذات يوم، فقيل لها لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدرداء؟ فجلست فقالت: أزعمتم أنكم قد أمللتموني، قد طلبت العبادة بكل شيء فما وجدت شيئاً أشفى لصدري ولا أحرى أن أدرك ما أريد من مجالسة أهل الذكر.
وروي عن مسعر عن عون بن عبد الله قال كانوا يتلاقون فيتساءلون، وما يريدون بذلك إلا أن يحمدوا الله عز وجل.
وروي عن مسعر عن عون بن عبد الله، قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم ذاكرًا الله عز وجل؟ فيقول: نعم فيستبشر به قال: ثم يقول عون: هن للخير أسمع ، أفيسمعن الزور والباطل ولا يسمعن غيره، ثم قرأ: ﴿لَقَدْ جئتُمْ شَيْئًا إِذَا تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتخِرُ
الْجِبَالُ هَدَا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾ [مريم: ۸۹ – ۹۱].
وروي عن إسماعيل بن بهرام، قال: سمعت أبا أسامة يقول : وصل إلى عون بن عبد الله أكثر من عشرين ألف فقال له أصحابه: لو أعتقدت عقدة لولدك ؟ فقال : أعتقدتها لنفسي، واعتقدت الله لولدي، قال أبو أسامة: فلم يكن في المسعوديين أحسن حالا من ولد عون بن عبد الله.
وروي عن سفيان بن وكيع، قال: سمعت أبي يقول: بلغني أن عون بن عبد الله لما حضرته الوفاة أوصى بضيعة له أن تباع، وأن يتصدق بثمنها عنه، فقيل له: تتصدق بضيعتك وتدع عيالك ، قال : أقدم هذا لنفسي، وأدع الله لعيالي.
وروي عن المسعودي، قال: قال عون بن عبد الله: إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم.
وروي عن سفيان، قال: قال عون بن عبد الله: صحبت الأغنياء فلم يكن أحد أطول غما مني؛ فإن رأيت رجلًا أحسن ثيابًا مني وأطيب ريحا مني غمني ذلك، فصحبت الفقراء فاسترحت.
وروي عن سفيان، قال: كان عون بن عبد الله يقول: كنت أجالس الأغنياء، فكنت من أكثر الناس هما وأكثرهم عما أرى مركبا خيرًا من مركبي، وثوبا خيرا من ثوبي فأهتم، فجالست الفقراء فاسترحت حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد قال: بلغني عن الحميدي عن ابن عيينة، قال: ذكر لنا عن عون بن عبد الله أنه كان يقول: إن من العصمة أن تطلب الشيء من الدنيا ولا تجده، قال: وكان يقول: إن من أعظم الخير أن ترى ما أوتيت من الإسلام عظيما عندما زوى عنك من الدنيا.
وروي عن المسعودي عن عون بن عبد الله، قال: ما أحد ينزل الموت حق منزلته إلا عد غدًا ليس من أجله، كم من مستقبل يوما لا يستكمله، وراج غدًا لا يبلغه لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.
الرئيسة