قال محمد بن واسع : قدمت مكة فلقيت بها أخي سالم بن عبد الله فحدثني عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ؛ كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة " قال : فقدمت خراسان فلقيت قتيبة بن مسلم فقلت : إني أتيتك بهدية فكان يركب في موكبه فيأتي السوق فيقولها ثم يرجع
قال عبد الواحد بن زيد : خرجت أنا ومحمد بن واسع ومالك بن دينار نؤم بيت المقدس فلما كنا بين الرصافة وحمص سمعنا مناديا ينادي بين تلك الرمال : يا محفوظ يا مستور اعقل في ستر من أنت فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا وإن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكة وانظر أين تضع رجلك
وكان أبو عبد الله أحد المعدودين في العبادة ممن يستنصر به ويرجى مشهده وكان غزا مع قتيبة بن مسلم فأصابتهم شدة حتى خافوا الهلاك فقال قتيبة : انظروا محمد بن واسع ؛ فطلب فوجدوه في صحراء قائما على ركبتيه يدعو ويشير بأصبعه فأخبر قتيبة بذلك فقال قتيبة : احملوا على القوم فإن الله لا يضيع جيشا فيهم محمد ؛ فقال بعض رؤساء العسكر : إنا لم نر عند هذا الرجل الذي طلبت كثير قوة إنما كان يدعو ويشير بأصبعه ؛ فقال : لأصبعه الذي أشار أحب إلي من ألف فارس
قال أبو جعفر جبير : رأى رجل من أهل البصرة كأن مناديا ينادي من السماء : خير رجل بالبصرة محمد بن واسع
قال صالح المري : قال عبد الواحد بن زيد : كنت جالسا مع ثابت ومالك وأبان وحوشب وفرقد فذكروا العذاب وما يخافون من قربه ونزوله فبينا هم كذلك إذ أقبل محمد بن واسع فقال بعضهم لبعض : ما ذام هذا بين أظهركم فإنا نرجوه
قال جعفر بن سليمان : كنت إذا أحسست من قلبي قسوة أتيت محمد بن واسع فنظرت إليه نظرة ؛ قال : فكنت إذا رأيت وجهه رأيت وجه ثكلى ؛ وسمعته يقول : أخوك من وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه
قيل لمحمد بن واسع : لم لا تجلس متكئا ؟ قال : تلك جلسة الآمنين وقيل لمحمد : إنك ترضى بالدون فقال : إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا
قال رجل لمحمد بن واسع : إني لأحبك لله ؛ قال : أحبك الذي أحببتني له اللهم إني أعوذ بك أن أحب لك وأنت لي مبغض
قال أبو الطيب موسى بن سيار : صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان يصلي الليل أجمع في المحمل جالسا يومئ برأسه إيماء ؛ وكان يأمر الخادم يكون خلفه ويرفع صوته حتى لا يفطن له ؛ وكان ربما عرس من الليل فينزل فيصلي فإذا أصبح أيقظ أصحابه رجلا رجلا يجيء إليه فيقول : الصلاة الصلاة فإذا قاموا قال لنا : إن كان الماء قريبا فتوضؤوا وإن كان الماء فيه بعد وفي الماء الذي معكم قلة فتيمموا وأبقوا هذا للشفه
وكان محمد بن واسع يصوم الدهر ويخفي ذلك
مر محمد بن واسع بقوم فقالوا : إن هذا أزهد من في الدنيا ؛ فقال محمد لهم : وما قدر الدنيا حتى يحمد من زهد فيها
قال محمد بن واسع : كل يوم منا إلى الموت منقلة ؛ وسمع قوما يقولون : مات فلان وترك الدنيا ؛ قال : لقد أعظم هؤلاء الدنيا وما ترك
أريد محمد بن واسع على القضاء فأبى فعاتبته امرأته فقالت : لك عيال وأنت محتاج ؛ قال : ما دمت ترينني أصبر على الخل والبقل فلا تطمعي في هذا مني
قال رجل لمحمد بن واسع : أوصني ؛ قال : أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة ؛ فقال الرجل : وكيف أكون ملكا ؟ قال : أزهد في الدنيا
قال مالك بن دينار : إني لأغبط الرجل يكون عيشه كفافا فيقنع به ؛ قال محمد بن واسع : أغبط من ذلك عندي من يصبح جائعا ويمسي جائعا وهو عن الله راض
قال ابن شوذب : قسم أمير من أمراء البصرة على قراء أهل البصرة فبعث إلى مالك بن دينار فقبل فأتى محمد بن واسع فقال : يا مالك قبلت جوائز السلطان ؟ قال : فقال : يا أبا بكر سل جلسائي ؛ فقالوا : يا أبا بكر اشترى بها رقابا فأعتقهم ؛ فقال له محمد : أنشدك الله أقلبك الساعة له على ما كان عليه قبل أن يجيزك ؟ قال : اللهم لا ؛ قال : أترى أي شيء دخل عليك ؟ فقال مالك لجلسائه : إنما مالك حمار حمار إنما يتعبد الله مثل محمد بن واسع
قال محمد بن واسع : إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله تبارك وتعالى أقبل الله إليه بقلوب المؤمنين
وقال محمد بن واسع : يكفي من الدعاء الورع اليسير كما يكفي القدر من الملح
دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم بخراسان وعليه جبة صوف فقال له قتيبة : ما يدعوك إلى لبس هذه ؟ فسكت ؛ فقال قتيبة : أكلمك فلا تجيبني ؟ فقال : أكره أن أقول : زهدا ؛ فأزكي نفسي أو : فقرا ؛ فأشكو ربي
وقيل له : كيف أصبحت ؟ فقال : قريبا أجلي بعيدا أملي سيئا عملي
قال محمد بن واسع : ليس أحد أفضل من أحد إلا بالعاقبة ولو اكن للذنوب ريح ما جلس إلينا أحد
قيل لمحمد بن واسع : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت موفورا بالنعم ورب يتحبب إلينا بالنعم وهو عنا غني ونتبغض إليه بالمعاصي ونحن إليه فقراء
كان بين ابن محمد بن واسع وبين رجل شيء فشكاه إلى أبيه فأرسل محمد إلى ابنه فقال له : وأي بني أنت ؟ والله ما اشتريت أمك إلا بثلاث مئة درهم وما أبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله
قال سعيد ابن عامر : ونحن نقول : كثر الله في المسلمين مثله
قال محمد بن واسع : ما بقي من لذة الدنيا إلا الصلاة في الجماعة ولقاء الإخوان
قال محمد بن واسع : لم يبق من العيش إلا ثلاث خصال ؛ مجالسة رجل عاقل تصيب في مجالسته خيرا إن زغت عن الطريق قومك ؛ وكفاف من المعيشة ليس لله عليك فيه تبعة ولا لأحد عليك فيه منة ؛ وصلاة جماعة تكفي سهوها وتستوجب فضلها
وقال محمد : إن من الناس ناسا غرهم الستر وفتننهم الثناء فإن قدرت أن لا يغلب جهل غيرك بك علمك بنفسك فافعل
قال أبو عاصم : كنت أمشي مع محمد بن واسع فأتينا على المقابر فدمعت عيناه ثم قال لي : يا أبا عاصم لا يغررك ما ترى من جمودهم فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث فمن بين مسرور ومغموم
لما احتضر محمد بن واسع جعل إخوانه يقولون : أبشر يا أبا عبد الله فإنا نرجو لك ؛ فبكى ثم قال : يذهب بي إلى النار أو يعفو الله
قال فضالة بن دينار : حضرت محمد بن واسع وقد سجي للموت فجعل يقول : مرحبا بملائكة ربي ولا حول ولا قوة إلا بالله وشممت رائحة طيبة لم أشم مثلها ؛ ثم شخص ببصره فمات
توفي محمد بن واسع سنة عشرين ومئة ؛ وقيل : سنة ثلاث وعشرين ؛ وقيل : سنة سبع وعشرين . قال مالك بن دينار : رأيت محمد بن واسع في الجنة ورأيت محمد بن سيرين في الجنة فقلت : أين الحسن ؟ قالوا : عند سدرة المنتهى
ــــــــــــــ
*انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء(6/119) ، حلية الاولياء 2 / 345 ، صفة الصفوة (2/332) ،تاريخ دمشق (86/138) ، الوافي بالوفيات 5 / 272، شذرات الذهب( 1/ 161 )، الطبقات الكبرى للشعراني (1/36) ، طبقات الصوفية للمناوي (1/430) ،
محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس ، الإمام الزاهد المجاهد القدوة الرباني ، أبو عبد الله ؛ ويقال : أبو بكر الأزدي البصري .
قال محمد بن واسع : قدمت مكة فلقيت بها أخي سالم بن عبد الله فحدثني عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ؛ كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة " قال : فقدمت خراسان فلقيت قتيبة بن مسلم فقلت : إني أتيتك بهدية فكان يركب في موكبه فيأتي السوق فيقولها ثم يرجع
قال عبد الواحد بن زيد : خرجت أنا ومحمد بن واسع ومالك بن دينار نؤم بيت المقدس فلما كنا بين الرصافة وحمص سمعنا مناديا ينادي بين تلك الرمال : يا محفوظ يا مستور اعقل في ستر من أنت فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا وإن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكة وانظر أين تضع رجلك
وكان أبو عبد الله أحد المعدودين في العبادة ممن يستنصر به ويرجى مشهده وكان غزا مع قتيبة بن مسلم فأصابتهم شدة حتى خافوا الهلاك فقال قتيبة : انظروا محمد بن واسع ؛ فطلب فوجدوه في صحراء قائما على ركبتيه يدعو ويشير بأصبعه فأخبر قتيبة بذلك فقال قتيبة : احملوا على القوم فإن الله لا يضيع جيشا فيهم محمد ؛ فقال بعض رؤساء العسكر : إنا لم نر عند هذا الرجل الذي طلبت كثير قوة إنما كان يدعو ويشير بأصبعه ؛ فقال : لأصبعه الذي أشار أحب إلي من ألف فارس
قال أبو جعفر جبير : رأى رجل من أهل البصرة كأن مناديا ينادي من السماء : خير رجل بالبصرة محمد بن واسع
قال صالح المري : قال عبد الواحد بن زيد : كنت جالسا مع ثابت ومالك وأبان وحوشب وفرقد فذكروا العذاب وما يخافون من قربه ونزوله فبينا هم كذلك إذ أقبل محمد بن واسع فقال بعضهم لبعض : ما ذام هذا بين أظهركم فإنا نرجوه
قال جعفر بن سليمان : كنت إذا أحسست من قلبي قسوة أتيت محمد بن واسع فنظرت إليه نظرة ؛ قال : فكنت إذا رأيت وجهه رأيت وجه ثكلى ؛ وسمعته يقول : أخوك من وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه
قيل لمحمد بن واسع : لم لا تجلس متكئا ؟ قال : تلك جلسة الآمنين وقيل لمحمد : إنك ترضى بالدون فقال : إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا
قال رجل لمحمد بن واسع : إني لأحبك لله ؛ قال : أحبك الذي أحببتني له اللهم إني أعوذ بك أن أحب لك وأنت لي مبغض
قال أبو الطيب موسى بن سيار : صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان يصلي الليل أجمع في المحمل جالسا يومئ برأسه إيماء ؛ وكان يأمر الخادم يكون خلفه ويرفع صوته حتى لا يفطن له ؛ وكان ربما عرس من الليل فينزل فيصلي فإذا أصبح أيقظ أصحابه رجلا رجلا يجيء إليه فيقول : الصلاة الصلاة فإذا قاموا قال لنا : إن كان الماء قريبا فتوضؤوا وإن كان الماء فيه بعد وفي الماء الذي معكم قلة فتيمموا وأبقوا هذا للشفه
وكان محمد بن واسع يصوم الدهر ويخفي ذلك
مر محمد بن واسع بقوم فقالوا : إن هذا أزهد من في الدنيا ؛ فقال محمد لهم : وما قدر الدنيا حتى يحمد من زهد فيها
قال محمد بن واسع : كل يوم منا إلى الموت منقلة ؛ وسمع قوما يقولون : مات فلان وترك الدنيا ؛ قال : لقد أعظم هؤلاء الدنيا وما ترك
أريد محمد بن واسع على القضاء فأبى فعاتبته امرأته فقالت : لك عيال وأنت محتاج ؛ قال : ما دمت ترينني أصبر على الخل والبقل فلا تطمعي في هذا مني
قال رجل لمحمد بن واسع : أوصني ؛ قال : أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة ؛ فقال الرجل : وكيف أكون ملكا ؟ قال : أزهد في الدنيا
قال مالك بن دينار : إني لأغبط الرجل يكون عيشه كفافا فيقنع به ؛ قال محمد بن واسع : أغبط من ذلك عندي من يصبح جائعا ويمسي جائعا وهو عن الله راض
قال ابن شوذب : قسم أمير من أمراء البصرة على قراء أهل البصرة فبعث إلى مالك بن دينار فقبل فأتى محمد بن واسع فقال : يا مالك قبلت جوائز السلطان ؟ قال : فقال : يا أبا بكر سل جلسائي ؛ فقالوا : يا أبا بكر اشترى بها رقابا فأعتقهم ؛ فقال له محمد : أنشدك الله أقلبك الساعة له على ما كان عليه قبل أن يجيزك ؟ قال : اللهم لا ؛ قال : أترى أي شيء دخل عليك ؟ فقال مالك لجلسائه : إنما مالك حمار حمار إنما يتعبد الله مثل محمد بن واسع
قال محمد بن واسع : إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله تبارك وتعالى أقبل الله إليه بقلوب المؤمنين
وقال محمد بن واسع : يكفي من الدعاء الورع اليسير كما يكفي القدر من الملح
دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم بخراسان وعليه جبة صوف فقال له قتيبة : ما يدعوك إلى لبس هذه ؟ فسكت ؛ فقال قتيبة : أكلمك فلا تجيبني ؟ فقال : أكره أن أقول : زهدا ؛ فأزكي نفسي أو : فقرا ؛ فأشكو ربي
وقيل له : كيف أصبحت ؟ فقال : قريبا أجلي بعيدا أملي سيئا عملي
قال محمد بن واسع : ليس أحد أفضل من أحد إلا بالعاقبة ولو اكن للذنوب ريح ما جلس إلينا أحد
قيل لمحمد بن واسع : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت موفورا بالنعم ورب يتحبب إلينا بالنعم وهو عنا غني ونتبغض إليه بالمعاصي ونحن إليه فقراء
كان بين ابن محمد بن واسع وبين رجل شيء فشكاه إلى أبيه فأرسل محمد إلى ابنه فقال له : وأي بني أنت ؟ والله ما اشتريت أمك إلا بثلاث مئة درهم وما أبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله
قال سعيد ابن عامر : ونحن نقول : كثر الله في المسلمين مثله
قال محمد بن واسع : ما بقي من لذة الدنيا إلا الصلاة في الجماعة ولقاء الإخوان
قال محمد بن واسع : لم يبق من العيش إلا ثلاث خصال ؛ مجالسة رجل عاقل تصيب في مجالسته خيرا إن زغت عن الطريق قومك ؛ وكفاف من المعيشة ليس لله عليك فيه تبعة ولا لأحد عليك فيه منة ؛ وصلاة جماعة تكفي سهوها وتستوجب فضلها
وقال محمد : إن من الناس ناسا غرهم الستر وفتننهم الثناء فإن قدرت أن لا يغلب جهل غيرك بك علمك بنفسك فافعل
قال أبو عاصم : كنت أمشي مع محمد بن واسع فأتينا على المقابر فدمعت عيناه ثم قال لي : يا أبا عاصم لا يغررك ما ترى من جمودهم فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث فمن بين مسرور ومغموم
لما احتضر محمد بن واسع جعل إخوانه يقولون : أبشر يا أبا عبد الله فإنا نرجو لك ؛ فبكى ثم قال : يذهب بي إلى النار أو يعفو الله
قال فضالة بن دينار : حضرت محمد بن واسع وقد سجي للموت فجعل يقول : مرحبا بملائكة ربي ولا حول ولا قوة إلا بالله وشممت رائحة طيبة لم أشم مثلها ؛ ثم شخص ببصره فمات
توفي محمد بن واسع سنة عشرين ومئة ؛ وقيل : سنة ثلاث وعشرين ؛ وقيل : سنة سبع وعشرين . قال مالك بن دينار : رأيت محمد بن واسع في الجنة ورأيت محمد بن سيرين في الجنة فقلت : أين الحسن ؟ قالوا : عند سدرة المنتهى
ــــــــــــــ
*انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء(6/119) ، حلية الاولياء 2 / 345 ، صفة الصفوة (2/332) ،تاريخ دمشق (86/138) ، الوافي بالوفيات 5 / 272، شذرات الذهب( 1/ 161 )، الطبقات الكبرى للشعراني (1/36) ، طبقات الصوفية للمناوي (1/430) ،