التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المنيب الأقوم، يزيد بن الأصم».
مناقبه ومروياته:
روي عن جعفر بن برقان، ثنا يزيد بن الأصم، قال: لقيت عائشة -رضي الله تعالى عنها - وهي مقبلة من مكة أنا وابن لطلحة بن عبيد الله، وهو ابن أختها، وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة فأصبنا منها، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه وتعذله، ثم أقبلت عليَّ فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أن الله تعالى ساقك حتى جعلك في بيت نبيه ذهبت والله ميمونة ورمى برسنك على غاربك أما إنها كانت من أتقانا الله، وأوصلنا للرحم ».
وروي عن جعفر بن برقان، ثنا يزيد بن الأصم أن رجلا كان ذا بأس، وكان يوفد إلى عمر لبأسه،
وكان من أهل الشام، وأن عمر فقده فسأل عنه، فقيل له: تتابع في هذا الشراب، فدعا كاتبه، فقال: أكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، ثم دعا وأمن من عنده، ودعوا له أن يقبل الله بقلبه، وأن يتوب عليه، فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأها ويقول: غافر الذنب. قد وعدني الله أن يغفر لي وقابل التوب شديد العقاب. قد حذرني الله عقابه، ذي الطول. والطول الخير الكثير ، لا إله إلا هو إليه المصير ، فلم يزل يرددها على نفسه ثم بكي، ثم نزع فأحسن النزع ، فلما بلغ عمر أمره قال هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل زلة، فسددوه ووفقوه، وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه.
وروي عن جعفر ابن برقان، ثنا ، يزيد بن الأصم، قال: إن رجلًا في الجاهلية شرب فسكر، فجعل يتناول القمر، فحلف لا يدعه حتى ينزله فيثب الوثبة، ويخر ويكدح وجهه، فلم يزل يفعل ذلك حتى خَرَّ فنام، فلما أصبح قال لأهله ويحكم ما شأني؟ قالوا: كنت تحلف لتنزلن القمر، فتتب فتخر، فهذا الذي لقيت منه ما لقيت قال: أرأيت شرابًا حملني على أن أنزل القمر، لا والله لا أعود إليه أبدا.
وروي عن عن سفيان بن عيينة، قال: كتب يزيد بن الأصم إلى الحسين بن علي حين خرج: أما بعد فإن أهل الكوفة قد أبوا إلا أن ينفضوك وقل شيء نفض إلا قلق، وإني أعيذك بالله أن تكون كالمغتر بالبرق، أو كالمسبق للسراب، واصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.
وروي عن جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم وغيره عن أبي هريرة رفعه إلى النبي ﷺ قال: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي عِنْدَ ظَنَّهِ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي».
وروي عن جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَى صِوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ».
وروي عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي ﷺ قال: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وَاللهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْعَمْدَ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْغِنَى وَالتَّكَاثُرَ».
الرئيسة