فالصدق في الورع، هو: الخروج من كل شبهة، والترك لكل ما اشتبه عليك من الأمور.
فهكذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«لا يكون العبد من المتقين حتى يدع مالا بأس به مخافة ما به بأس»([1]).
قال صلى الله عليه وسلم: «الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ فَمَنْ تَرَكَ الشُّبُهَاتِ؛ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِيْ الْحَرَامِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ»([2]).
وقال ابن سيرين، رحمة الله عليه: مافي ديني شيء أيسر من الورع. وكل ما اشتبه عليَّ تركته.
وقال الفضيل رحمه الله، يقول الناس: الورع شديد، دع مايريبك إلى ما لا يريبك، فخذ ما حل وطاب من الأشياء، وبذل المجهود في طلب الشيء الصافي من الحلال.
لأن الله عز وجل، قال:﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾([3]) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد رضى الله عنه: «إن أردت أن يجيب الله تعالى دعاءك، فكل الحلال»([4]).
وقالت عائشة رضي الله عنها:«يا رسول الله، من المؤمن؟ قال: من إذا أمسى نظر من أين قرصه»([5]).
([2]) وفي رواية أخرى: «الحلال بين، والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات؛ فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».