هل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو أفضل الخلق نسباً ؟ وما دليل ذلك ؟
يجيب عليها : أ.د. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق
سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو أعظم البشر قال صلي الله عليه وسلم: (أنا سيد وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ)(1) ، بل هو أعظم المخلوقات فهو خير من العرش. فلا ينبغي لنبي أو المخلوق أن يفضل عليه في أي خصلة من خصال المدح والنسب من خصال المدح المهمة وقد مدح الله سبحانه وتعالي نسبه الشريف، فقال {وتقلبك في السجدين}(2) ، فعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: (وتقلبك في السجدين ) قال: أي في أصلاب الآباء آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا(3).
فكان أنسب الأنبياء بين أقوامهم، وكان أنسب القوم على الإطلاق، كما أخبر صلي الله عليه وسلم بنفسه عن ذلك؛ فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةً قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)(4).
وعن عمه العباس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ، مِنْ خَيْرِ فِرَقِهِمْ، وَخَيْرِ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ تَخَيرَ الْقَبَائِلَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ قَبِيلَةٍ، ثُمَّ تَخَيَّرَالبيوت فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا)(5).
فهو سيدنا أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عَبْدِ مَنَافِ بن قُصَيِّ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بن كَعْبٍ بن لؤي بن غالب بن فهر بن مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بنِ خَزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نَزَارِ بْنِ مَعَدَّ بْنِ عَدْنَانَ.
وأمه صلي الله عليه وسلم السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب المذكور في نسبه صلي الله عليه وسلم وهو الجد الخامس له صلي الله عليه وسلم.
نسب كأن عليه من شمس الضحى *** نورا ومن فلق الصباح عمودا
ما فيه إلا سيد من سيد *** حاز المكارم والتقى و الجــودا
ومما ذكر تعلم أنه صلي الله عليه وسلم أفضل الخلق على الإطلاق، نفعنا الله به في الدنيا والآخرة وجعلنا على أثره نسير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله تعالى أعلى وأعلم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في مسنده: ج 1 ص 4، ومسلم في صحيحه : ج ٤ ص ١٧٨2.
(۲) سورة الشعراء، آية: [٢١٩].
(۳) تفسير القرطبي: ج ١٣ ص ١٤٤، وتفسير الطبري : ج ۷ ص ۲۸۷.
(4) أخرجه أحمد في مسنده: ج 4 ص ۱۰۷، ومسلم في صحيحه : ج 4 ص ۱۷۸۲، واللفظ لأحمد.
(5) أخرجه أحمد في مسنده : ج 4 ص ١٦٥، والترمذي في سننه: ج 5 ص ٥٨٤.