التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المشمر المسابق، أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة».
مناقبه ومروياته:
روي عن عبد الله بن عون عن رجاء بن حيوة عن محمد بن الربيع، قال: كنا عند عبادة بن الصامت فاشتكى، فأقبل الصنابحي؛ فقال عبادة من سره أن ينظر إلى رجل كأنها رقى به فوق سبع سماوات، فعمل ما عمل على ما رأى؛ فلينظر إلى هذا.
وروي عن ابن محيريز، قال: عدنا عبادة، فأقبل أبو عبد الله الصنابحي، فلما رآه مقبلا، قال عبادة من أحب أن ينظر إلى رجل كأنما عرج به إلى أهل السماء، فنظر إلى أهل الجنة وأهل النار، فرجع وهو يعمل على ما يرى؛ فلينظر إلى هذا.
وروي عن إسماعيل ابن عياش عن جرير بن عثمان عن أبي عبد الله الصنابحي أنه كان يقول: إنا لا نرى إلا حرا وبردا، فأرحنا من الدنيا.
وروي عن بقية بن الوليد عن عقيل بن مدرك عن بعض المشيخة عن أبي عبد الله الصنابحي، قال:
الدنيا تدعو إلى فتنة، والشيطان يدعو إلى خطيئة، ولقاء الله خير من الإقامة معهما.
وروي عن مهاجر بن غانم المذحجي، قال: ثنا أبو عبد الله الصنابحي، قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول على المنبر: قال النبي O: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ اللَّهُ دَعْوَتَهُ، وَيُفَرِّجَ كُرْبَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا أَوْ لِيَضَعَ لَهُ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقِيَهُ اللَّهُ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلُهُ فِي ظِلِّهِ فَلَا يَكُنْ غَلِيظًا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلْيَكُنْ هُمْ رَحِيمًا».
وروي عن عقبة بن مسلم التجيبي يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلى عن الصنابحي عن معاذ بن جبل، قال: أخذ رسول الله ﷺ بيدي يوما، ثم قال: «يَا مُعَاذُ والله إِنِّي أَحِبُّكَ» فقال معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، فقال: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى شُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»، قال: وأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة، وأوصى عقبة حيوة، وأوصى حيوة المقري وأوصى المقري بشرًا ، وأوصى بشر محمدا، وأوصى محمد به، وأوصانا به شيخنا أبو نعيم.
وروي عن الوليد بن مسلم قال: ثنا خالد بن يزيد المدني عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي عبد الله الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «مَا مِنْ عَبْدِ يَسْجِدُ اللهُ سَجْدَةً
إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَعَمَا بِهَا عَنْهُ سَيِّئَةٌ، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً، فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ السُّجُودِ».
وروي عن عطاء بن يسار عن الصنابحي عن عبادة، قال: سمعت رسول الله يقول: «خَمسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ، مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ وَلَمْ يُضَيَّعْهُنَّ اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدًا أَنْ لَا يُعَذِّبَهُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا، إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَبَهُ».