التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ: ومنهم المتخلي بعلمه عن الشبه والظلماء، والمتسلي بذكره في الوعورة والوعثاء، جابر بن زيد، أبو الشعثاء، كان للعلم عيناً معيناً، وفي العبادة ركنا مكينا، وكان إلى الحق آيبا، ومن الخلق هاربًا، تأخر ذكره عن طبقته، وهو من قدماء التابعين».
مناقبه ومروياته:
روي عن عمرو بن دينار، قال: سمعت عطاء قال: قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: لو نزل أهل البصرة بجابر بن زيد لأوسعهم علما من كتاب الله عز وجل.
وروي عن تميم بن جرير السلمي عن الرباب، قال: سألت ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - عن شيء؛ فقال : تسألوني وفيكم جابر بن زيد.
وروي عن يزيد بن عقبة عن الضحاك الضبي، قال: لقي ابن عمر جابر بن زيد في الطواف؛ فقال : يا جابر إنك من فقهاء أهل البصرة، وإنك ستستفتى فلا تفتين إلا بقرآن ناطق، أو سُنَّة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك، فقد هلكت وأهلكت.
وروي عن زياد بن جبير، قال: سألت جابر بن عبد الله الأنصاري عن مسألة؛ فقال فيها، ثم قال:
كيف تسألوننا وفيكم أبو الشعثاء.
وروي عن عمرو بن دينار، قال: ما رأيت أحدًا أعلم بالفتيا من جابر بن زيد.
وروي عن خالد بن فضالة الأزدي عن إياس بن معاوية، قال: قال: ثنا عارم، قال: ثنا حماد بن زيد: أدركت أهل البصرة وفقيههم جابر بن زيد من أهل عمان.
وروي عن أبي الحباب، قال: لما دفن جابر بن زید، قال قتادة: اليوم دفن علم الأرض.
وروي عن عمرو بن دينار، قال: قال لي أبو الشعثاء: كتب الحكم بن أيوب نفرا للقضاء أنا منهم - أي: عمرو - فلو ابتليت بشيء منه لركبت راحلتي وهربت في الأرض.
وروي عن عمرو بن دينار، قال: قال لي جابر بن زيد: إن لي ناقة أقف عليها بعرفة ما يسرني أن لي كل بعير بعرفة مكانها، أعطيت بها مائتي دينار فلم أبعها، قال سفيان: وحدثنا بعض البصريين أن جابر بن زيد خرج على ناقة له بالهلال؛ فوافى الموسم.
وروي عن محمد بن برجان، قال: رأيت أبا الشعثاء جابر بن زيد سابق الحجاج، يسير إحدى
عشرة، اثنتي عشرة.
وروي عن صالح الدهان عن جابر بن زيد قال: نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن ولا تجهد المال، والصيام مثل ذلك، والحج يجهد المال والبدن، فرأيت أن الحج أفضل من ذلك كله.