التعريف به:
هو صاحب سيدنا رسول الله O قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: العارف بالمحن، وأحوال القلوب والمشرف على الفتن والآفات والعيوب، سأل عن الشر فاتقاه، وتحرى الخير فاقتناه، سكن عند الفاقة والعدم، وركن إلى الإنابة والندم، وسبق رتق الأيام والأزمان، أبو عبد الله حذيفة بن اليمان. وقد قيل: إن التصوف مرامقة صنع الرحمن، والموافقة مع المنع والحرمان».
أخلاقه وأيامه في الإسلام:
روي عن ربعي بن خراش عن حذيفة -رضي الله تعالى عنه - أنه قدم من عند عمر -رضي الله تعالى عنه فقال لما جلسنا إليه سأل أيكم من أصحاب محمد ﷺ سمع قول رسول الله ﷺ في الفتن التي تموج موج البحر، فأسكت القوم، وظننت أنه إياي يريد، قال: فقلت: أنا، قال: أنت الله أبوك، قلت: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوْبِ عَرْضَ الحَصِير ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيْهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، وَأَيُّ قَلْبِ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى نَصِيْرَ الْقُلُوْبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: قَلْبٌ أَبْيَضُ مِثْلَ الصَّفَا لَا يَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدًا كَالْكُوْزِ مُجَخَّيَّا»، وأمال كفه، وأن أبا يزيد قال : هكذا، وأمال كفه، «لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ» وحدثته: «أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوْشَكُ أَنْ يُكْسَرَ كَسْرًا» فقال عمر: كسرا لا أبا لك قلت نعم قال : فلو أنه فتح لكان لعله أن يعاد فيغلق، فقلت: بل كسرا، قال: وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثاً ليس بالأغاليط.
وروي عن زيد بن وهب، قال: قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: حدثنا رسول الله ﷺ حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا : «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ في حِذر قُلُوبِ الرِّجَالِ، فَعَلِمُوا من الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا من السُّنَّةِ»، ثم حدثنا عن رفعها؛ فقال: «يَنَامُ الرَّجُلُ فِيْكُم فَيُنْكَتُ فِي قَلْبِهِ نُقْطَةٌ سَوْدَاءُ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَالِجَلِّ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفَطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا لَيْسَ فِيْهِ شَيْءٌ، فَيُصْبحَ النَّاسُ لَيْسَ فِيهِم أَمَيْنٌ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسُ زَمَانٌ يُقَالُ لِلْرَجُلِ : مَا أَظْرَفَهُ، وَمَا أَعْقَلَهُ، وَمَا في قَلْبِهِ من الإِيمَانِ مِثْقَالُ شَعِيرَةِ».
وروي عن نصر ابن عاصم الليثي قال: أتيت اليشكري في رهط من بني ليث؛ فقال: قدمت الكوفة فدخلت المسجد، فإذا فيه حلقة كأنها قطعت رءوسهم يستمعون إلى حديث رجل، فقمت عليهم، فقلت: هذا؟ قيل: حذيفة بن اليمان فدنوت منه فسمعته يقول: كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله . عن الشر، فعرفت أن الخير لم يسبقني قلت: يا رسول الله. أبعد هذا الخير شر؟ قال: «يَا حُذَيْفَةُ. تَعَلَّمْ كِتَابَ الله وَاتَّبِعْ مَا فِيْهِ ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: «فِتْنَةٌ وَشَرِّ»، وقال أبو داود: «هَدْنَةٌ عَلَى دَخَنِ»، قال: قلت: يا رسول الله ما الهدنة على دخن؟ قال: «لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقْوَامٍ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ»، ثم قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُوْنُ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةُ ضَلَالَةٍ»، أو قال: «دُعَاةُ النَّارِ، فَلَئِنْ تَعَضَّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبَعَ أَحَدًا مِنْهُم».
وروي عن أبي عمار عن حذيفة رضي الله تعالى عنه - قال: إن الفتنة تعرض على القلوب، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، فإن أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن كان يرى حرامًا ما كان يراه حلالا، أو يرى حلالا ما كان يراه حراما، فقد أصابته الفتنة.
وروي عن طارق بن شهاب قال: «قال حذيفة رضي الله تعالى عنه : إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن أذنب نكت في قلبه داء، حتى يصير قلبه كالشاة الربداء.
وروي عن أبي الطفيل عن حذيفة -رضي الله تعالى عنه - قال: ثلاث فتن والرابعة تسوقهم إلى الدجال التي ترمي بالرضف، والتي ترمي بالنشف، والسوداء المظلمة التي تموج كموج البحر، والرابعة تسوقهم إلى الدجال.