التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: السابق المقدم: أبو بشر حوشب بن مسلم كان في العباد عارفًا، وعن الدنيا عازفا».
مناقبه ومروياته:
روي عن جعفر بن سلیمان، قال: كنا جلوسا إلى مالك بن دينار ذات عشية ، فجاء رجل، فقال: إني رأيت في المنام كأن منادٍ ينادي: يأيها الناس الرحيل إلى الله، فرأيت حوشبًا أول من يشد رحله، فاستقبل
مالك القبلة، فلم يزل يبكي حتى صلى العصر، ففعل ذلك في الصلوات كلها، ثم قال: ذهب حوشب بالدست، ذهب حوشب بالدست ».
وروي عن أبي بشر البصري عن الحسن قال إن هذا الحق جهد الناس، وحال بينهم وبين شهواتهم، فوالله ما صبر عليه إلا من عرف فضله، ورجا عاقبته.
وروي عن جعفر، ثنا حوشب عن الحسن، قال: سألته؟ قلت: يا أبا سعيد. رجل آتاه الله مالا فهو يحج منه، ويصل منه، ويتصدق منه، أله أن يتنعم فيه ؟ فقال الحسن: لا، لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف، ويقدم فضل ذلك ليوم فقره ،وفاقته، إنما كان المتمسك من أصحاب رسول الله ﷺ ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقد والأموال في الدنيا ليركنوا إليها، ولتشتد ظهورهم، فكانوا ما آتاهم الله من رزق أخذوا منه الكفاف، وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم، ثم حوائجهم
بعد في أمر دينهم ودنياهم، وفيما بينهم وبين الله عز وجل.
وروي عن سيار، ثنا جعفر، ثنا حوشب، قال: سمعت الحسن يقول : والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم الرحمن لحبهم الدنيا.
وروي عن جعفر، ثنا حوشب، قال: سمعت الحسن يقول: دخل أهل النار النار وإن الله عز وجل لمحمود في صدورهم، ما وجدوا على الله من حجة ولا سبيل.
وروي عن عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن سعيد، ثنا حماد بن الحسن، قالوا: ثنا سيار، ثنا جعفر ، ثنا حوشب عن الحسن: أنه كان يقول: ابن آدم إنك إن قرأت هذا القرآن، ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك.
وروي عن أبي عبد الصمد العمى، ثنا حوشب عن الحسن أنه قال: والله ما أصبح اليوم رجل يطيع امرأته إلا أكبته في النار على وجهه.
وروي عن عمر بن حفص العبدي عن حوشب عن الحسن قال مخالطة الأغنياء مسخطة للرزق.
وروي عن حصين بن القاسم، قال: قال عبد الواحد بن زيد الحوشب يا أبا بشر، إن قدمت على ربك قبلنا، فقدرت على أن تخبرنا بالذي صرت إليه فافعل قال فمات حوشب في الطاعون قبل عبد الواحد بزمان، قال عبد الواحد ثم رأيته في منامي فقلت: يا أبا بشر، ألم تعدنا أن تأتينا؟ قال: بلى، إنما استرحت الآن، فقلت: كيف حالكم؟ فقال: نجونا بعفو الله، قال: قلت: فالحسن؟ قال: ذاك في عليين لا يرى ولا يرانا قلت فما الذي تأمرنا به، قال: عليكم بمجالس الذكر، وحسن الظن بمولاك، وكفاك بهما خيرًا.
وروي عن أبي محمد بن حيان، ثنا محمد بن أبي جعفر، وعبد الرحمن بن داود، قالوا: ثنا هلال ابن العلاء، ثنا أبي، ثنا عمر بن حفص العبدي عن حوشب ومطر عن الحسن عن عمران بن حصين، قال: أخذ رسول الله له بطرف عمامتي من ورائي فجذبها، فقال: «يَا عِمْرَانُ، أَنْفِقُ وَلَا تُصِرُّ صَرًّا فَيَعْسُرُ عَلَيْكَ الطَّلَبُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ السَّمَاحَةَ وَلَوْ عَلَى ثَمَرَاتٍ، ويُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ عَلَى قَتْلِ حَيَّةٍ، وَيُحِبُّ الْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ هَجْمِ الشُّبُهَاتِ».
وروي عن سيار، ثنا جعفر، ثنا حوشب عن الحسن، قال: قال رسول الله ﷺ: «سَتُفْتَحُ مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا عَلَى أُمَّتِي، أَلَا وَعُمَالُها فِي النَّارِ إِلَّا مِنَ اتَّقَى اللَّهَ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ».
وروي عن إسماعيل بن بشر بن منصور، ثنا مسكين عن حوشب عن الحسن عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي بثلاث: الوتر قبل النوم، وصوم ثلاث أيام من كل شهر، وغسل يوم الجمعة.