التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المطعم للإخوان، والمكرم للخلان خيثمة بن عبد الرحمن، كان بالمنعم واثقا، وللقائه تاتقا. وقيل: إن التصوف الانتفاء من الأعراض للابتغاء من الأعواض».
مناقبه ومروياته:
روي عن حفص بن غياث عن الأعمش، قال: ورث خيثمة بن عبد الرحمن مائتي ألف درهم، فأنفقها على الفقراء والفقهاء.
وروي عن الأعمش، قال: كان خيثمة يصنع الخبيص والطعام الطيب، ثم يدعو إبراهيم -يعني: النخعي- ويدعونا معه، فيقول: كلوا ما أشتهيه، ما أصنع إلا من أجلكم.
وروي عن مسعر : كان الخيثمة سلة فيها خبيص تحت السرير إذا جاء القراء وأصحابه أخرجها إليهم.
وروي عن الأعمش، قال: كنا إذا دخلنا على خيثمة جاء بالسلة من تحت السرير، وقال: كلوا، فو الله ما أشتهيه، وما أصنعه إلا لكم.
وروي عن الأعمش، قال ربما دخلنا على خيثمة فيخرج السلة من تحت السرير فيها الخبيص والفالوذج، فيقول: ما أشتهيه، كلوا. أما إني ما جعلته إلا لكم، وكان يصر الدراهم ، وكان موسرًا، فإذا رأى الرجل من أصحابه منخرق القميص أو الرداء أو به خلة تحينه، فإذا خرج من خرج هو من باب آخر حتى يلقاه يعطيه، فيقول: اشتر قمیصا، اشتر رداء، اشتر حاجة كذا.
وروي عن الأعمش، قال: رأيت على إبراهيم ثيابًا بيضاء، فسألته عنها؛ فقال: كسانيها خيثمة.
وروي عن حفص عن الأعمش، قال: كان خيثمة يجيء إلى المسجد ومعه صرار في خرقة، فيجلس مع أصحابه، فإذا رأى أحد من أصحابه قد تخرق قميصه أو رداءه، فقام الرجل فخرج من المسجد اتبعه من باب آخر يعارضه، ويقول: يا أخي خذ هذه الصرة، فاشتر بها رداء، اشتر بها قميصا.
وروي عن العلاء بن المسيب قال كان خيثمة يحمل مرارًا، وكان موسرا، فيجلس في المسجد، فإذا رأى رجلا من أصحابه في ثيابه -يعني: خرقا أو رقة اعترض له فأعطاه صُرة.
وروي عن الأعمش، قال: نَفَسَتْ امرأة المسيب بن رافع فاشترى لها خيثمة خادمًا بستمائة.
وروي عن جرير عن الأعمش، قال: كان خيثمة يجري على المسيب بن رافع في كل شهر خمسين درهما، واشترى له خادمًا.
وروي عن مالك بن مغول عن طلحة عن خيثمة، قال: إني لأعلم مكان رجل يتمنى الموت في سنته مرتين، فرأيت أنه يعني نفسه.
وروي عن محمد بن الصباح، قالا: ثنا سفيان مالك طلحة، قال: قال خيثمة: إني لأعلم رجلًا أن
يتمنى يموت في السنة مرتين؛ فظننا أنه يعني نفسه.
وروي عن سلمة بن كهيل، قال: لقي خيثمة محارب بن دثار ؛ فقال له: كيف حبك للموت ؟ قال ما أحبه، قال خيثمة إن هذا بك لنقص كبير.
وروي عن مالك طلحة، قال: قال خيثمة كان يعجبهم أن يموت الرجل عند خير يعمله، إما حج، وإما عمرة، وإما غزوة، وإما صيام رمضان.
وروي عن محمد بن خالد الضبي قال : لم يكن يدرى كيف يقرأ خيثمة القرآن حتى مرض فجاءته امرأته فجلست بين يديه ،فبكت فقال لها : ما يبكيك؟ الموت لا بد منه، فقالت له المرأة: الرجال بعدك علي حرام، فقال لها خيثمة ما كل هذا أردت منك، إنما كنت أخاف رجلًا واحدا، وهو أخي محمد بن عبد الرحمن، وهو رجل فاسق يتناول الشراب، فكرهت أن يشرب في بيتي الشراب بعد إذ القرآن يتلى فيه كل ثلاث.
وروي عن سعيد بن خيثم عن محمد بن خالد أن خيثمة كان يختم القرآن في ثلاث.
وروي عن الأعمش عن خيثمة، قال: ربما قالت امرأته: يا جارية أسلمي ذلك الدلو، فيقول خيثمة: كم تعطون عليه؟ فيقولون: دانقا ونصفًا أو دانقين فيقول: فأنا أرقعه فيرقعه، فيقول: انظروا ما أردتم أن تعطوا عليه أعطوه بعض من يأتيكم من المساكين.
وروي عن الأعمش أو العلاء بن المسيب، قال: انخرق دلو الخيثمة فبعث به إلى الخراز، قال: ثنا جرير عن فسأله صاعًا من تمر ، فخرزه خيثمة بيده وتصدق بالصاع.
وروي عن الأعمش، قال: دعاني خيثمة، فلما جئت إذا أصحاب العمائم والمطارف على الخيل، فحقرت نفسي فرجعت، فلقيني بعد ذلك، فقال: ما لك لم تجى؟ قلت: جئت ولكن قد رأيت أصحاب العمائم والمطارف على الخيل، فحقرت نفسي، قال: فأنت والله أحب إلي منهم، فكنا إذا دخلنا عليه قال بالسلة من تحت السرير، فقال: كلوا والله ما أشتهيه وما أصنعه إلا لكم.