التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمة الله : ومنهم ذو الخشية والمهابة، والتوكل والقناعة، كان بالدنيا وعروضها مستهينا، وللقرآن وفروضه مستبينا، أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث الأيامي. وقيل: إن التصوف العزم على التخشع والتذلل، واللزوم للتوقع والتوكل».
مناقبه ومروياته:
روي عن إسماعيل بن حماد، قال: كنت إذا رأيت زبيدًا مقبلًا من السوق وجف قلبي.
وروي عن أسود بن عامر، قال: قال حسن - يعني ابن صالح - قال زبيد سمعت كلمة؛ فنفعني الله عز وجل بها ثلاثين سنة.
وروي عن قراد أبي نوح، قال: سمعت شعبة يقول: ما رأيت رجلًا خيرًا وأفضل من زبيد.
وروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده أخبرت عن سفيان، قال: كانت جارية أعجمية لزبيد؛ فكان زبيد إذا فرغ من صلاته، قال: سبحان الملك القدوس؛ فتقول الجارية: روزماد؛ تعني: جاء النهار.
وروي عن عمران بن أبي الرباب، قال: قيل لزبيد : ألا تخرج -يعني: مع زيد بن علي -؟ قال: لا أخرج إلا مع نفسي.
وروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الأشج، قالا: ثنا المحاربي عن سفیان قال: دخلنا على زبيد؛ فقلنا له: استشف الله، أو شفاك الله؛ فقال: أستخير الله .
وروي عن جرير عن فضيل، قال: دخلت على زبيد الأيامي وهو مريض، فقلت: شفاك الله؛ فقال: أستخير الله.
وروي عن عمران بن عمرو الأيامي ابن أخ زبيد، قال: كان زبيد اليامي حاجًا فاحتاج إلى الوضوء، فقام فتنحى فقضى حاجته، ثم أقبل فإذا هو بماء في موضع ولم يكن معهم ،ماء فتوضأ ثم جاءهم يعلمهم حتى يأخذوا منه ويتوضأوا فلم يجدوه، ووجدوه قد ذهب.
وروي عن عمران بن عمرو ابن أخ زبيد الأيامي، قال: كان معاوية بن خديح -يعني: أبا زهير بن معاوية - تزوج امرأة من آل خارجة، زوجها أخوها، وغضب أخ لها آخر، فخرج إلى الوالي، قال: فكتب إلى يوسف بن عمر: انظر شاهدیه فاطلبهما واحبسهما قال وكان أحد الشاهدين زبيدا قال: فتغيب وحضر الحج، فقال: اللهم أرزقني حج بيتك من عامي هذا، ثم لا تريني يوسف أبدا، قال: فرزقه الله الحج، ومات في انصرافه، ودفن في النقرة.
وروي عن عبدة بن عبد الرحيم، قال: سمعت وكيعا يقول: سمعت أبي يقول : رأى زبيد في البيت بعرا؛ فقال: ما أحب أن لي مكان كل بعرة درهما.
وروي عن سفيان بن وكيع قال: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: قال زبيد إن في البيت لبعرا، ما يسرني أن لي على عدد كل بعرة درهما.
وروي عن سفيان الثوري يقول : قال زبيد ألف بعرة أحب إلي من ألف دينار.
وروي عن شعبة عن حصين: أن أميرًا أعطى زبیدا دراهم؛ فلم يقبلها زبيد.
وروي عن يونس بن محمد قال: أخبرني زياد، قال: كان زبيد الأيامي مؤذن مسجده؛ فكان يقول للصبيان: يا صبيان. تعالوا فصلوا أهب لكم الجوز، قال: فكانوا يجيئون ويصلون، ثم يحوطون حوله، فقلنا له: ما تصنع بهذا ؟ قال : وما عليَّ أشتري لهم جوزًا بخمسة دراهم، ويتعودون الصلاة.
وروي عن وكيع عن سفيان عن زبيد قالوا له من ذكرت يا أبا سفيان؟ قال ذكرت زبيدا، أتدرون من كان زبيد؟ كان رجلا من أيام، وكانت له شاة داجن في البيت لها بعر كثير؛ فقال: ما أحب أن لي بكل بعرة منها درهما، وكان زبيد إذا كانت ليلة مطيرة أضاء بشعلة من نار، فطاف على عجائز الحي، فقال: أوكف عليكم البيت أتريدون نارًا؟ فإذا أصبح طاف على عجائز الحي ويقول: ألكم في السوق حاجة؟ أتريدون شيئًا؟
وروي عن وكيع، حدثني أبي، قال: كنت جالسا مع زبيد، فأتاه رجل ضرير يريد أن يسأله؛ فقال له زبيد: إن كنت تريد أن تسألني عن شيء فإن معي غيري.
وروي عن الأشعث ابن عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه، قال: كان زبيد قد قسم علينا الليل أثلاثا؛ ثلثا عليه، وثلثاً عليَّ، وثلثا على أخي، وكان زبيد يبدأ فيقوم ثلثه، ثم يضربني برجله، فإذا رأى مني كسلا، قال: نم يا بني، فأنا أقوم عنك، قال: ثم يجيء إلى أخي فيضربه برجله، فإذا رأى منه كسلا، قال: نم يا بني، فأنا أقوم عنك، قال: فيقوم حتى يصبح.