التعريف بها:
هي واحدة من الصحابيات الكريمات قال عنها أبو نعيم: «ومنهن المتصدقة المصلية زينب الثقفية، المتخلية من حليها، المتقربة به إلى وليها».
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ انصرف من الصبح يوما، فأتى النساء، فوقف عليهن؛ فقال: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْل النَّارِ، فَتَقَرَّبْنَ إِلَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا اسْتَطَعْتُنَّ»، وكانت في النساء امرأة عبد الله بن مسعود، فانقلبت إلى ابن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله، وأخذت حُليًّا لها؛ فقال لها ابن مسعود: أين تذهبين بهذا الحلى؟ فقالت: أتقرب به إلى الله ورسوله لعل الله لا يجعلني من أهل النار؛ فقال: هلمي تصدقي به علي، وعلى ولدي، فأنا له موضع».
روي عن حماد بن هشام بن عروة عن عروة عن عبد الله بن عبد الله الثقفي عن أخته ليطة، وكانت امرأة عبد الله ابن مسعود، وكانت صناعا تبيع من صناعتها؛ فقالت لعبد الله: والله إنك شغلتني أنت وولدك عن الصدقة في سبيل الله ؛ فسل النبي O ، فإن كان لي في ذلك أجر وإلا تصدقت في سبيل الله؛ فقال ابن مسعود: وما أحب أن تفعلي، إن لم يكن لك في ذلك أجر، فسألت النبي ﷺ فقال:
«أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ».
وروي عن عمرو بن الحارث عن زينب الثقفية - امرأة عبد الله - أن رسول الله ﷺ قال للنساء: : «تَصَدَّقْنَ وَلَوْ بِحُلِيِّكُنَّ»؛ فقالت زينب لعبد الله: أيجزىء عني أن أضع صدقتي فيك، وفي بني أخي وأختي أيتام، وكان عبد الله خفيف ذات اليد؛ فقال: سلي عن ذاك رسول الله ﷺ قالت زينب: فأتيت رسول الله ﷺ فإذا امرأة من الأنصار - يقال لها زينب - جاءت تسأل عما جئت أسأل عنه، فخرج إلينا بلال، فقلنا: سل رسول الله ﷺ ولا تخبره من نحن، فأتى رسول الله ﷺ فأخبره؛ فذكر ذلك له، فقال: «أَخْبِرْهُمَا أَنَّ لهُما أَجْرَيْنِ: أَجْرُ القَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ».