التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المجتهد الوفى المتعبد السخى صفوان بن سليم الزهري، كان ذا جهد واغتناء، وورد واعتناء. وقيل: إن التصوف بذل الغنا لحفظ الوفا، وحمل الضنا لترك الجفا».
مناقبه ومروياته:
روي عن عبد العزيز بن أبي حازم، قال عادلني صفوان بن سليم إلى مكة فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.
وروي عن سليمان بن سالم قال كان صفوان بن سليم في الصيف يصلي في البيت، وإذا كان في الشتاء صلى في السطح لئلا ينام.
وروي عن مالك بن أنس قال: كان صفوان يصلي في الشتاء في السطح، وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح ، ثم يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم، وإنه لترم رجلاه حتى تعود مثل السفط من قيام الليل، ويظهر فيها عروق خضر.
وروي عن أنس بن عياض، قال: رأيت صفوان بن سليم، ولو قيل له: غدًا القيامة ما كان عنده
مزيد على ما هو عليه من العبادة.
وروي عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول – وأعانه على بعض الحديث أخوه محمد قال: الى صفوان بن سليم أن لا يضع جنبه إلى الأرض حتى يلقى الله عز وجل، فلما حضره الموت وهو منتصب قالت له ابنته يا أبت. أنت في هذه الحالة لو ألقيت نفسك، قال: يا بنية إذا ما وفيت له بالقول.
وروي عن ابن أبي حازم دخلت أنا وأبي نسأل عنه -يعني: صفوان بن سليم- وهو في مصلاه، فما زال به أبي حتى رده إلى فراشه فأخبرتني مولاته أن ساعة خرجتم مات.
وروي عن الحسين بن الوليد، قال: قال مالك بن أنس : كان صفوان بن سليم يصلي في قميص لئلا ينام.
وروي عن علي بن عبد الله المديني: كان صفوان.. وذكر عنه عبادة وفضلا.
وروي عن أب] ضمرة أنس بن عياض، قال: انصرف صفوان يوم فطر أو أضحى إلى منزله ومعه صديق له، فقرب إليه خبزًا وزيتا، فجاءه سائل فوقف على الباب، فقام إليه فأعطاه دينارًا.
وروي عن أبي مروان مولى بني تميم - قال: انصرفت مع صفوان بن سليم في العيد إلى منزله، فجاء بخبز يابس، وقال أبو يوسف بخبز وملح، فجاء سائل فوقف على الباب وسأل؛ فقام صفوان إلى كوة في البيت وأخذ منها شيئًا ثم خرج إليه فأعطاه، فاتبعت السائل لأنظر ما أعطاه، وإذا هو يقول: أعطاه أفضل ما أعطى أحدًا من خلقه، وذكر دعاء مخلصا؛ فقلت : ما أعطاك؟ قال: أعطاني دينارًا.
وروي عن ابن عيينة، قال: حج صفوان ابن سليم ومعه سبعة دنانير فاشترى بها ،بدنة، فقيل له: ليس معك إلا سبعة دنانير تشتري بها بدنة، قال: إني سمعت الله عز وجل يقول: ﴿لكُمْ فِيهَا خَيْرٌ﴾ [الحج: ٣٦].
وروي عن سعيد بن كثير بن يحيى، حدثني أبي كثير بن يحيى قال: قدم سليمان بن عبد الملك المدينة، وعمر بن عبد العزيز عامله عليها، قال: فصلى بالناس الظهر، ثم فتح باب المقصورة واستند إلى المحراب واستقبل الناس بوجهه، فنظر إلى صفوان بن سليم عن غير معرفة؛ فقال: يا عمر. من هذا الرجل؟ ما رأيت سمتا أحسن منه، قال: يا أمير المؤمنين. هذا صفوان بن سليم، قال: يا غلام كيس فيه خمسمائة دينار؛ فأتى بكيس في خمسمائة دينار فقال الخادمه ترى هذا الرجل القائم يصلي؟ فوصفه للغلام حتى أثبته، قال: فخرج الغلام بالكيس حتى جلس إلى صفوان، فلما نظر إليه صفوان ركع وسجد، ثم سلّم فأقبل عليه؛ فقال: ما حاجتك؟ قال: أمرني أمير المؤمنين -وهو ينظر إليك - إلى أن ادفع إليك هذا الكيس فيه خمسمائة دينار وهو يقول: استعن بهذه على زمانك وعلى عيالك؛ فقال صفوان للغلام: ليس أنا بالذي أرسلت إليه، فقال له الغلام: ألست صفوان بن سليم؟ قال: بلى. أنا صفوان بن سليم، قال: وإليك أرسلت، قال: اذهب فاستثبت فإذا استثبت فهلم، فقال الغلام فأمسك الكيس معك واذهب، قال: لا، إن أمسكت فقد
أخذت، ولكن اذهب فاستثبت وأنا هاهنا جالس فولَّى الغلام، وأخذ صفوان نعليه وخرج، فلم ير بها حتى خرج سليمان من المدينة.
وروي عن سليمان قال: جاء رجل من أهل الشام فقال: دلوني على صفوان بن سليم، فإني رأيته دخل الجنة، قيل له: بأي شيء؟ قال : بقميص كساه إنسانًا ، فسأل بعض إخوان صفوان صفوانًا عن قصة القميص ؛ فقال: خرجت من المسجد في ليلة باردة، وإذا برجل عار فنزعت قميصي فكسوته.
وروي عن سفیان، قال: سألت إنسانًا مدنيًا بمنى؛ فقلت: دلني على صفوان بن سليم، فقال: إذا صليت المغرب، فانظر أمام المنارة، فإنك تجده جالسًا، قلت: فصفه لي، قال: إذا رأيته عرفته بالتخشع، فنظرت بين يدي المنارة، فإذا شيخ، فجئت فجلست إلى جنبه؛ فقلت: يا شيخ. أنت من أهل المدينة؟ قال: نعم، فقلت: لا أسأله الليلة عن اسمه هو هو، فجلست إليه ولم أسأله عن اسمه.
وروي عن عبيد الله ابن أبي جعفر عن صفوان، قال: ما نهض ملك من الأرض حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وروي عن محمد بن عمرو عن صفوان، قال: كان أبو مسلم الخولاني يقول: كان الناس ورقاً لا شوك فيه، وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه.
وروي عن زياد بن سعد عن محمد بن المنكدر عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «بُعِثْتُ عَلَى إِثَرِ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ نَبِيٍّ، مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
وروي عن عيسى بن موسى بن إياس بن البكير عن صفوان عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «تَعَلَّمُوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ للَّهَ تَعَالَى نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرُ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ».