التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المتعبد البكاء، المتوحد الدعاء، صفوان بن محرز المازني».
مناقبه ومروياته:
روي عن هشام عن الحسن أن صفوان بن محرز قال: إذا رجعت إلى أهلي وقدموا إليَّ، رغيفا، فطرد عني الجوع، فجزى الله الدنيا عني أهلها شرا.
وروي عن عبد الله بن رباح قال: كان صفوان بن محرز المازني إذا قرأ هذه الآية: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَى مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: ٢٢٧] بكى حتى أقول: اندق قصيص زوره.
وروي عن المعلى بن زياد يقول: كان لصفوان ابن محرز سرب يبكي فيه، وكان يقول: قد أرى مكان الشهادة لو شايعتني نفسي.
وروي عن غيلان بن جرير عن صفوان، قال: كانوا يجتمعون هو وإخوانه فيتحدثون؛ فلا يرون تلك الرقة قال: فيقولون يا صفوان حدث أصحابك، قال: فيقول: الحمد لله، قال: فيرق القوم، وتسيل الدموع من أعينهم، وكأنها أفواه المزادة.
وروي عن جعفر عن ثابت قال أخذ عبيد الله بن زياد ابن أخي صفوان بن محرز المازني، فتحمل عليه بالناس؛ فلم يبق أحد إلا كلمه فيه، فلم ير لحاجته إنجاحًا فبات ليلة في مصلاه وهو يصلي، فرقد في مصلاه فلما رقد أتاه آتٍ في منامه فقال يا صفوان قم فاطلب حاجتك من قبل وجهها، قال: أفعل، فقام وتوضأ فصلى ودعا، قال: فتنبه ابن زياد لحاجة صفوان في بعض الليل، فقال: علي بابن أخي ،صفوان قال: فجاء الحرس والشرط والنيران، ففتحت أبواب السجن حتى استخرج ابن أخي صفوان؛ فجيء به إلى ابن زياد، فقال له: أنت ابن أخي صفوان؟ قال: نعم، قال: فأرسله، فما شعر صفوان حتى ضرب عليه الباب، فقال: قال: أنا فلان، تنبه الأمير في بعض الليل، فجاء الحرس والشرط وجيء بالنيران، وفتحت
أبواب السجون، فجيء بي، فخل عني بغير كفالة.
وروي عن ثابت عن صفوان بن محرز، قال: كان لداود نبي الله علي يوم يتأوه فيه يقول: أوه من عذاب الله، أوه من عذاب الله، أوه من عذاب الله قبل لا أوه، قال: فذكرها صفوان ذات يوم وهو في مجلسه، فبكى حتى غلبه البكاء؛ فقام.
وروي عن الربيع بن أنس عن صفوان بن محرز، قال: كنت عنده فدخل عليه شاب من أصحاب الأهواء، فذكر له شيئًا، فقال له: أيها الفتى ألا أدلك على خاصة الله تعالى التي خص بها أولياءه، يقول الله تعالى: ﴿يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مِّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥] الآية.
وروي عن محمد بن واسع قال: رأيت صفوان بن محرز وأناسًا في المسجد قريبا منه، وأصحابه يتجادلون، فقام ونفض ثوبه، وقال: إنما أنتم جرب.
وروي عن حماد عن ثابت أن صفوان بن محرز كان له خص فيه جذع، فانكسر الجذع، فقيل له : ألا تصلحه؟ فقال: دعوه، إنما أموت غدا.
وروي عن قتادة عن صفوان بن محرز قال: بينما عبد الله بن عمر يطوف بالبيت إذ عارضه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف سمعت رسول الله ﷺ يقول في النجوى؟ فقال له : سمعته يقول: «يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بَذَجٌ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرُرُهُ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، فَيَقُولُ: أَنَا سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، وَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى
بهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ».