التعريف بها:
هي الصديقة رضي الله عنه ابنة الصديق رضي الله عنه وزوج سيدنا رسول الله O قال عنها أبو نعيم: «ومنهم: الصديقة بنت الصديق العتيقة بنت العتيق حبيبة الحبيب، وأليفة القريب، سيد المرسلين، محمد الخطيب، المبرأة من العيوب المعراة من ارتياب القلوب؛ لرؤيتها جبريل رسول علام الغيوب، عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها كانت للدنيا قالية، وعن سرورها لاهية، وعلى فقد أليفها باكية. وقد قيل : إن التصوف معانقة الحنين، ومفارقة الأنين».
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن ابن أبي مليكة يقول: سمعت أم سلمة الصرخة على عائشة فأرسلت جاريتها: انظري ما صنعت؛ فجاءت فقالت: قد قضت؛ فقالت: يرحمها الله، والذي نفسي بيده لقد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله ﷺ إلا أبوها.
وروي عن الزهري عن أنس قال: أول حب كان في الإسلام حب النبي ﷺ لعائشة رضي الله تعالى عنها.
وروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قلت: يا رسول الله كيف حبك لي؟ قال: «كَعُقْدَةِ الحَبْلِ»؛ فكنتُ أقول: كيف العقدة يا رسول الله؟ قال: فيقول: «هِيَ عَلَى حَالَهَا».
وروي عن عريب بن حميد، قال: وقع رجل في عائشة؛ فقال عمار: أسكت مقبوحًا منبوحًا، أتقع في حبيبة رسول الله O إنها لزوجته في الجنة».
وروي علي بن زيد عن عمته أم محمد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها قالت: ذهبت فاطمة تذكر
عائشة عند رسول الله O، فقال: «يَا بُنَيَّةَ حَبِيبَةُ أَبِيك».
وروي عن ابن أبي مليكة قال: استأذن ابن عباس على عائشة؛ فقالت: لا حاجة لي بتزكيته فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: يا أمتاه إن ابن عباس من صالح بيتك، جاء يعودك قالت: فأذن له، فدخل عليها، فقال: يا أمه أبشري فوالله ما بينك وبين أن تلقي محمدًا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك، كنت أحب نساء رسول الله ﷺ إليه، ولم یکن رسول الله O يحب إلا طيبا، قالت أيضًا: قال: هلكت قلادتك بالأبواء، فأصبح رسول الله ﷺ يلتقطها فلم يجدوا ماء فأنزل الله عز وجل: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النساء: ٤٣]، فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة، وكان من أمر مسطح ما كان، فأنزل الله تعالى برائتك من فوق سبع سماواته، فليس مسجد يذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار، فقالت يا ابن عباس دعني، ومن تزكيتك، فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا.
وروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله يخصف نعله وكنت أغزل، قالت فنظرت إلى رسول الله ﷺ فجعل جبينه يعرق، وجعل عرقه يتولد نورًا، قالت فبهت قالت فنظر إليَّ؛ فقال: «مَا لَكِ بَهَتٌ؟»، فقلت: يا رسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق، وجعل عرقك يتولد نورا، فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره، قال: «وَمَا يَقُولُ يَا عَائِشَةُ أَبُو كَبِيرِ الهُذَلي؟»، فقالت: يقول:
وَمُبَرَّةٌ مِنْ كُلِّ عَبر حَيْضَةٍ وَفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُغيَّلِ
وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجهِهِ بَرَقَتْ كَبَرْقِ العَارِضِ المتهلل
قالت: فوضع رسول الله ﷺ ما كان في يده، وقام إلى ؛ فقبل ما بين عيني، وقال: «جَزَاكِ الله يَا عَائِشَةُ خَيْرًا، مَا سُرِرْتِ مِنِّي كَسُرُورِي مِنْكِ».
وروي عن أبي سلمة عن عائشة قالت: رأيتك يا رسول الله واضعا يدك على معرفة فرس، وأنت قائم تكلم دحية الكلبي، قال: «أَوَقَدْ رَأَيْتِهِ؟»، قالت: نعم، قال: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يُقْرِتُكِ السَّلَامَ»، قالت: وعليه السلام ورحمة الله، وجزاه الله خيرا من زائر ومن دخیل، فنعم الصاحب، ونعم الدخيل.
وروي عن شعیب بن الحبحاب عن أبي سعيد - وكان رضيعًا لعائشة - قال: دخلت على عائشة -رضي الله تعالى عنها - وهي تخيط نقبة لها قلت يا أم المؤمنين أليس قد أوسع الله عز وجل؟ قالت: لا جديد لمن لا خلق له.