التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رضي الله تعالى عنه ومنهم مغتنم الساعات، ومكتتم الطاعات، عبد الله أبي الهذيل أبو المغيرة».
مناقبه ومروياته:
روي عن مالك عن أبي فروة، قال: كنا نجالس عبد الله بن أبي الهذيل، فإن جاء إنسان فألقى حديثاً من حديث الناس، قال: يا عبد الله ليس لهذا جلسنا.
وروي عن أبي سنان، قال: شكى عبد الله بن أبي الهذيل يوما ذنوبه، فقال له رجل: يا أبا المغيرة. أو لست التقي النقي، فقال: اللهم إن عبدك هذا أراد أن يتقرب إليَّ، وإني أشهدك على مقته.
وروي عن العوام بن حوشب عن ابن أبي الهذيل، قال: لقد شغلت النار من يعقل عن ذكر الجنة.
وروي عن العوام بن حوشب قال: ما رأيت إبراهيم النخعي إلا وكأنه غضبان، وما يخيل إلي أني رأيت إبراهيم التيمي رافعًا رأسه إلى السماء قط، ولا رأيت ابن أبي الهذيل إلا وكأنه مذعور.
وروي عن العوام عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: إني لأتكلم حتى أخشى الله، وأسكت حتى أخشى الله.
وروي عن عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: أدركنا أقوامًا وإن أحدهم يستحي من الله تعالى في سواد الليل، قال سفيان: يعني التكشف.
وروي عن عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: إن الله تعالى ليحب أن يذكر في السوق، ويجب أن يذكر على كل حال إلا الخلاء.
وروي عن العوام عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: إن بعض الأشياخ حضرته الصلاة؛ فقيل له: تقدم، فأبى، فقيل له: ما منعك؟ قال: خفت أن يمر المار، فيقول: إنما قدموا هذا لأنه خيرهم.
وروي عن سفيان عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل : إن كان أحدهم ليبول قبل أن يصل إلى الماء، ثم يتيمم مخافة أن تقوم عليه الساعة.
وروي عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل قال: لقي عيسى بن مريم يحيى بن زكرياء ، فقال: أوصني، قال: لا تغضب قال: لا أستطيع قال: لا تقتن مالا، قال: أما هذا لعله.
وروي عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: أمر عيسى بن مريم الحواريين برجم رجل، ثم قال: لا يرجمه رجل به مثل الذي ،به قال فرفضوا الحجارة إلا يحيى بن زكرياء، فقال: ما بك؟ قال: ما بي، فقال له عيسى: أوصني، قال: اجتنب الغضب، قال: لا أستطيع، إنما أنا بشر، قال: لا تقتني مالا، قال: أما هذا عسى.
وروي عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل في قوله تعالى: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ [المؤمنون: ١٠٤]، قال: لفحتهم لفحة فما أبقت الحما على العظم إلا ألقته على أعقابهم.
وروي عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمر ﴿جاءَتْهُ إِحْدَهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء﴾ [القصص: ٢٥] قال: مستترة بدرعها أو بكم قميصها.
وروي عن أبي التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: لما سلط بخت نصر على بني إسرائيل جيء بسبى، فجلسوا حلقا حلقا، فمر بهم نبي لهم، فلما رأوه بكوا وضجوا إليه وصاحوا، قال: فسمع ذلك، فسأل مالهم؟ قالوا مر بهم نبي لهم، قال: إيتوني به، قال: فقال: ما الذي سلطني على قومك ؟ قال : عظم خطيئتك، وظلم قومي أنفسهم.
وروي عن ضرار ابن مرة الشيباني عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي بكر الصديق، قال: سألت رسول الله ﷺ عن الإزار، فأخذ بوسط عضلة الساق، فقلت: يا رسول الله زدنا، قال: فأخذ بمقدم العضلة، فقلت: يا رسول الله زدني، قال: «لَا خَيْرَ فِيمَا هُوَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ». قال: فقلت: هلكنا يا رسول الله، قال: «يَا أَبَا بَكْرٍ. سَدَّدْ وَقَارِبْ تَنْجُ».
وروي عن سفيان عن الأجلح عن ابن أبي الهذيل، قال: رأيت على علي بن أبي طالب قميصا رازيًا إذا أرخى كمه بلغ أطراف الأصابع، وإذا تركه صار إلى الرسغ.
وروي عن حماد عن أبي التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار بن ياسر: أن رسول الله ﷺ قال: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيةُ».