التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رحمة الله : ومنهم العارف بالسبيل العازم على الرحيل، أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل.
مناقبه ومروياته:
روي عن أبي إسحاق، قال: أوى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل إلى فراشه فقال: يا ليت أمي لم تلدني فقالت له امرأته أبا ميسرة أليس قد أحسن الله إليك، هداك للإسلام، وفعل بك كذا قال : بلى، ولكن الله أخبرنا إنا واردون على النار، ولم يبين لنا إنا صادرون عنها.
وروي عن فضيل ابن غزوان عن امرأة عمرو بن شرحبيل قالت: كان عمرو بن شرحبيل إذا آوى إلى فراشه، قال: وددت أني لم أك شيئًا قط.
وروي عن الأعمش عن شقيق أبي وائل، قال: ما ولدت همدانية قط أحب إلي أن أكون في مسلاخه
عمرو بن شرحبيل.
وروي عن واصل الأحدب عن أبي وائل قال ما في همدان أحد أحب إلي أن أكون في مسلاخه من عمرو، قيل له ولا مسروق؟ قال: ولا مسروق.
وروي عن شريك عن عاصم عن أبي وائل قال ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة، فقيل: ولا مسروق؟ فقال: ولا مسروق.
وروي عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال: أنبأنا عمرو بن شرحبيل، وكان من أفضل أصحاب عبد الله بن مسعود.
وروي عن عبد الرحمن بن مهدي قالا : ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أم أبي . ميسرة، قال: قال لي عبد الله بن مسعود: يا عمرو ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخَنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنس﴾ [التكوير: ١٥، ١٦] ما هو؟ قلت: البقر؟ قال: وأنا أرى ذلك.
وروي عن مرة بن شرحبيل، قال: سئل سلمان بن ربيعة عن فريضة، فخالفه عمرو بن شرحبیل، فغضب سلمان بن ربيعة ورفع صوته، فقال عمرو بن شرحبيل : والله لكذلك أنزلها الله تعالى، فأتيا أبا موسى الأشعري، فقال: القول ما قال أبو ميسرة، وقال لسلمان: ما كان ينبغي لك أن تغضب إن أرشدك رجل، وقال لعمرو: قد كان ينبغي لك أن تساوره -يعني: تساره ولا ترد عليه والناس يسمعون.. رواه الثوري عن أبي إسحاق عن مرة نحوه.
وروي عن أبي إسحاق، حدثني جار لهم، قال: دخل شريح على أبي ميسرة يعوده، فقال: تصلي إيماء؟ قال: نعم. قال: أنت أعلم مني.
وروي عن الأعمش عن عمارة، قال: قال أبو معمر عبد الله بن سخبرة لما مات أبو ميسرة يا أصحاب عبد الله امشوا خلف أبي ميسرة، فإنه كان يستحب أن يمشى خلف الجنائز.
وروي عن أبي إسحاق: أن أبا ميسرة أوصى أن يصلى عليه شريح.
وروي عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة في قوله تعالى: ﴿كُل يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن: ٢٩] قال: من شأنه أن يميت من جاء أجله، ويصور في الأرحام من يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويفك الأسير.
وروي عن عمرو بن مرة عن أبي وائل، قال: قال عمرو بن شرحبيل: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة، فإذا قباب مضروبة فقلت لمن هذا؟ فقيل: لذي الكلاع وحوشب وكانا قتلا مع معاوية- قلت: فأين عمار وأصحابه؟ قالوا: أمامك، قلت: وقد قتل بعضهم بعضا، فقال: إنهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة.. رواه عبد الرحمن بن مهدي عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل نحوه.