التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ حمدالله : ومنهم الحبر صاحب الكتب والأسفار المثير للمكتوم والأسرار، والمشير إلى المشاهد والآثار، أبو إسحاق كعب بن ماتع الأحبار. وقيل : إن التصوف مفارقة الأشرار، ومصادقة الأخيار».
مناقبه ومروياته:
روي عن يزيد بن قودر عن كعب، قال: المؤمن الزاهد والمملوك الصالح آمنان من الحساب وطوبى لهم، كيف يحفظهم الله في ديارهم إن الله إذا أحب عبده المؤمن زوى عنه الدنيا ليرفعه درجات في الجنة، وإذا أبغض عبده الكافر بسط له في الدنيا حتى يسفله دركات في النار، قال كعب: ويقول الله لعباده الصابرين الراضين بالفقر: أبشروا ولا تحزنوا، فإن الدنيا لو وزنت عند الله جناح بعوضة مما لكم عندي ما أعطيتهم منها شيئًا، وقال كعب: إذا اشتكى إلى الله عباده الفقراء الحاجة قيل لهم أبشروا ولا تحزنوا، فإنكم سادة الأغنياء، والسابقون إلى الجنة يوم القيامة، قال كعب : وكانت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- بالفقر والبلاء أشد فرحًا منهم بالرخاء، وكان البلاء عليهم مضعفًا حتى أن كان أحدهم ليقتله
القمل، فإذا رأى رخاء ظن أنه قد أصاب ذنبًا، وقال كعب من تضعضع لصاحب الدنيا والمال تضعضع دينه، والتمس الفضل عند غير المفضل، ولم يصب من الدنيا إلا ما كتب الله له، وإن الله تعالى يبغض كل جماع للمال منَّاع للخير مستكبر، ويبغض كل حبر سمين، وقال كعب: قال موسى عليلة : تلبسون ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الجيارين والذئاب الضواري، فإن أحببتم أن تبلغوا ملكوت السماء، فأميتوا قلوبكم الله.
وروي عن عبد الله بن بريدة، قال: قال كعب ما كرم عبد على الله إلا زاد البلاء عليه شدة، وما أعطى رجل صدقة ماله فنقصت من ماله، ولا حبسها فزادت في ماله ولا سرق سارق إلا حسبت من رزقه.
وروي عن حفص بن دينار عن عبد الله بن أبي مليكة: أن عمر بن الخطاب، قال: يا كعب حدثنا عن الموت، قال: يا أمير المؤمنين. غصن كثير الشوك يدخل في جوف الرجل، فتأخذ كل شوكة بعرق، يجذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى.
وروي عن عمر بن قيس عن الحكم عن أبي خالد، قال: قال كعب من عرف الله بقلبه، وحمد الله
بلسانه ، لم يفن من فيه حتى ينزل الله الزيادة، وذلك لأن الله أسرع بالخير، وأولى بالفضل.
وروي عن عبد الوارث، ثنا الجريري عن عمر عن إسماعيل عن كعب قال ما ا من رجل بكي من خشية الله فتسيل دموعه على الأرض فتقطر، فتصيبه النار أبدًا حتى يرجع قطر السماء إذا وقع على الأرض إلى السماء.
وروي عن عباد الجشمي، قال: قال كعب: لئن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبًا.
وروي عن عون العقيلي عن بعض أصحابه عن كعب قال: والذي نفسي بيده لئن أبكي من خشية الله حتى تسيل دموعي على وجنتي أحب إليَّ من أن أتصدق بجبل من ذهب.
وروي عن كعب، قال: دخل عليه وهو مريض، فقيل له: كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال: جسد أخذ بذنبه، فإن قبض على هذه الحال فإلى رحم، وإن يعافه ينشئه خلقا لا ذنب له.
وروي عن عبد الله بن الحارث عن كعب قال: ما استقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر في السماء. وروي عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن كعب، قال: لوددت أني كبش أهلي فأخذوني فذبحوني فأكلوا وأطعموا أضيافهم.
وروي عن أبي الورد عن أبي محمد عن كعب. أنه قال: أنيروا بيوتكم بذكر الله، واجعلوا في بيوتكم حظا من صلاتكم، فوالذي نفس كعب بيده إنهم لمسمون على أقواه، وإنهم لمعروفون في أهل السماء، فلان بن فلان يعمر بيته بذكر الله.
وروي عن إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الصنعاني عن كعب قال: قلة النطق حكمة، فعليكم بالصمت، فإنه رعة حسنة وقلة وزر وخفة من الذنوب، فأحسنوا باب الحلم، فإن بابه الصمت والصبر، فإن الله تعالى يبغض الضحاك . من غير عجب والمساء إلى غير أرب، ويحب الوالي الذي يكون كراعي، ولا يغفل عن رعيته، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه أن تذهب رواته.