التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: زين القراء والفتيان الميسر له تلاوة القرآن، منصور بن زاذان».
مناقبه ومروياته:
روي عن عباد بن العوام، قال شهدت جنازة منصور بن زاذان فرأيت النصارى على حدة، والمجوس على حدة، واليهود على حدة، كل واحد منهم على حدة، وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام، وأنا حَدَث.
وروي عن هشيم بن أبي حمزة، قال: رأيت جنازة منصور بن زاذان، فرأيت الرجال على حدة، والنساء على حدة، واليهود على حدة، والنصارى على حدة.
وروي عن مخلد بن الحسين يُحدِّث عن هشام، قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان يوم الجمعة في مسجد واسط فختم القرآن ،مرتين والثالثة إلى الطواسين، وكان عليه عمامة، كورها اثني عشر ذراعًا، فبلها بدموعه، ووضعها قدامه.
وروي عن هشام بن حسان، قال: كنت أصلي أنا ومنصور بن زاذان جميعا، وأشار مخلد بأصبعيه السبابة والتي تليها، فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة، قال: وكانوا إذ ذاك يؤخرون العشاء في شهر رمضان إلى أن يذهب ربع الليل، فكان منصور يجيء والحسن جالس مع أصحابه، فيقوم إلى عمود يصلي، فيختم القرآن، ثم يأتي الحسن، فيجلس قبل أن يفترق أصحابه، وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء في غير شهر رمضان، وكان يأتي وقد سدل عمامته على عاتقه، فيقوم فيصلي ويبكي ويمسح بعمامته عينيه، فلا يزال حتى يبلها كلها بدموعه، ثم يلفها ويضعها بين يديه، قال مخلد ولو أن غير هشام يخبرني بهذا ما صدقته، قال مخلد وكان هو وهشام يصليان جميعا.
وروي عن هشام بن حسان، قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء الآخرة، فقرأ القرآن، وبلغ بالثانية إلى النحل.
وروي عن مخلد بن حسين قال: كان منصور بن زاذان يختم القرآن في كل يوم وليلة.
وروي عن سعيد بن عامر عن العلاء جار له، قال: أتيت مسجد واسط، فأذن المؤذن للظهر، فجاء منصور ابن زاذان، فافتتح الصلاة فرأيته سجد إحدى عشرة سجدة قبل أن تقام الصلاة.
وروي عن شعيب بن حرب عن أبي عوانة، قال: لو قيل لمنصور بن زاذان: إنك ميت اليوم أو غدًا ما كان عنده من مزيد.
وروي عن الحارث بن شريح قال سمعت هشيما يقول: لما مات منصور بن زاذان قالت لي أم ولد له رومية: ما رأيت منصور بن زاذان اضطجع كما يضاجع الرجل أهله إلا مرتين؛ مرة حين ماتت أمه، فإنه اضطجع تلك الليلة، ومرة أصيب بابن له فإنه اضطجع تلك الليلة، إنما كان قبل ذلك إذا كانت له حاجة لي قضاها، ثم اغتسل.
وروي عن خلف بن خليفة عن منصور، قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات، والأشر والبطن يزيد في السيئات.
وروي عن عثمان أبو سلمة عن منصور، قال: نبئت أن بعض من يلقى في النار يتأذى أهل النار بريحه، فيقال له: ويلك ما كنت تعمل، أما يكفينا ما نحن فيه من النتن حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك؛ فيقول: كنت عالما فلم أنتفع بعلمي.