التعريف بهما:
هما أحدا سادات التابعين الكرام قال عنهما أبو نعيم: «ومنهم: يزيد بن شريك التيمي، وابنه إبراهيم.
مناقبهما ومروياتهما:
روي عن ليث بن أبي سليم عن إبراهيم التيمي عن أبيه، قال: قدمت البصرة، فربحت فيها عشرين ألفا، فما أكترثت بها فرحًا، وما أريد أن أعود إليها، لأني سمعت أبا ذر يقول : إن صاحب الدرهم يوم القيامة أخف حسابًا من صاحب الدرهمين قال سعيد بن عامر بهذا الإسناد، لا يدري سعيد بن عامر عن إبراهيم، أو رفعه إلى أبيه، قال: إني لأقعد من امرأتي مقعد الرجل من أهله، فإذا ذكر الموت فما أنا بأقدر عليه مني من أن أمس السماء.
وروي عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه: أنه خرج إلى البصرة فاشترى رقيقا بأربعة آلاف درهم، ثم باعهم فربح أربعة آلاف درهم، فقلت: يا أبت لو أنك عدت إلى البصرة فاشتريت مثل هؤلاء فربحت فيهم، فقال: يا بني لم تقول هذا ؟ فوالله ما فرحت بها حين أصبتها، ولا أحدث نفسي أن أرجع فأصيب مثلها.
عن الأعمش عن إبراهيم التيمي: إن أباه كان يرتدي بالرداء فيبلغ إليتيه من خلفه، وثدييه من بين
يديه، فقلت: يا أبت لو اتخذت رداء هو أوسع من ردائك هذا، فقال: يا بني. لم تقول هذا؟ فوالله ما على الأرض لقمة لقمتها إلا وددت أنها كانت في في أبغض الناس إلي.
وروي عن سفيان بن عيينة يقول: قال إبراهيم التيمي: مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسعيرها، وآكل من قومها وأشرب من زمهريرها، فقلت: يا نفسي أي شيء تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا أعمل عملا أنجو به من هذا العذاب، ومثلت نفسي في الجنة مع حورها، وألبس من سندسها واستبرقها وحريرها، فقلت يا نفسي. أي شيء تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا، فأعمل عملا أزداد من هذا الثواب، فقلت: أنت في الدنيا وفي الأمنية.
وروي عن عبد الرحمن، أبي حيان، قال: قال إبراهيم التيمي ما عرضت عملي على قولي إلا خشيت أن أكون مُكذِّبًا.
وروي عن عمر بن ذر، قال: ربما قيل لإبراهيم التيمي تكلم؛ فيقول: ما تحضرني نية حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا مسافر الجصاص، قال: كان إبراهيم التيمي يدعو يقول: اللهم اعصمني بكتابك وسُنَّة نبيك من اختلاف في الحق، ومن اتباع الهوى بغير هدى منك، ومن سبل الضلالة، ومن شبهات الأمور، ومن الزيغ واللبس والخصومات.
وروي عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي، قال: ما أكل آكل أكلة تسره، ولا شرب شربة تسره إلا نقص بها من حظه من الآخرة.
وروي عن الأعمش، قال: كان إبراهيم التيمي إذا سجد تجيء العصافير تستقر على ظهره كأنه جذم حائط .
وروي عن ابن المبارك، ثنا سفیان، قال: قال التيمي كم بينكم وبين القوم أقبلت عليهم الدنيا فهربوا منها، وأدبرت عنكم فاتبعتموها؟
وروي عن سالم ابن أبي حفصة، قال: قرأ إبراهيم في قصصه ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِعَتْ هُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ﴾ [الحج: ١٩]؛ فقال إبراهيم سبحان من قطع من النيران ثيابًا.
وروي عن هشيم عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي في قوله تعالى: ﴿وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ﴾ [إبراهيم: ۱۷]، قال: حتى من موضع كل شعرة.. وقال الحسن بن هارون: من أطراف شعره.
وروي عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن كهيل، قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: ما أحد ممن
يتكلم أحرى أن يطلب به وجه الله من إبراهيم التيمي، ولوددت أنه انفلت منه كفافًا.
وروي عن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم يقول: ما أحد يبتغي بقصصه وجه الله غير إبراهيم التيمي، ولوددت أنه انفلت منه كفافًا.
وروي عن العوام، قال: ما رأيت إبراهيم التيمي رافعًا بصره إلى السماء قط، لا في صلاة ولا في غير صلاة.
وروي عن العوام بن حوشب، قال: ما رأيت رجلًا قط خيرًا من إبراهيم التيمي، وما رأيته رافعا بصره إلى السماء لا في صلاة ولا في غيرها، وسمعته يقول: إن الرجل ليظلمني فأرحمه.
وروي عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم - أظنه التيمي - في قوله عز وجل: ﴿وَسَقَهُمْ رَهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ [الإنسان: ۲۱] قال: عرق يفيض من أعراضهم مثل ريح المسك.
وروي عن الثوري عن أبيه عن إبراهيم التيمي في قوله تعالى: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: ٤]، قال: ما طول يوم القيامة على المؤمن إلا ما بين الظهر والعصر.
وروي عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي قال: رأيت في المنام كأني وردت على نهر، فقيل لي : اشرب واسق من شئت بما صبرت وكنت من الكاظمين.
وروي عن الأعمش يقول: قلت لإبراهيم التيمي : بلغني أنك تمكث شهرًا لا تأكل شيئًا ؟ قال : نعم وشهرين، ثم قال: ما أكلت منذ أربعين ليلة إلا حبة عنب ناولنيها أهلي فأكلتها ثم لفظتها، فقلت للأعمش: أصدقته؟ فقال: إبراهيم التيمي بن يزيد! يريد أنه قد صدق.
وروي عن أبو بكر بن عياش عن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم التيمي يقول: مكثت ثلاثين يوما ما طعمت طعامًا، ولا شربت شرابًا إلا حبة عنب أكرهني عليها أهلي، قال أبو الحسن: وأظنه قال: ما كنت أمتنع من حاجة أريدها.
وروي عن الأعمش عن إبراهيم التيمي، قال: ربما أتى عليَّ الشهر، ما أزيد فيه على شربة من ماء، وكذا عند الفطر قال قلت شهر؟ قال: نعم وشهرين.
وروي عن الأعمش، قال: قال لي إبراهيم التيمي : ما أكلت منذ شهر شيئًا، قلت: شهر؟ قال: وشهرين؟ إلا أن إنسانًا ناولني عنقود عنب فأكلته، فاشتكيت بطني.
وروي عن أبي إدريس عن حصين قال: كان من كلام إبراهيم التيمي أنه يقول: أي . رة أكبر على امرئ من أن يرى عبدا كان له خوله الله إياه في الدنيا، هو أفضل منزلة منه عند الله يوم القيامة، وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يصيب مالا فيرثه غيره، فيعمل فيه بطاعة الله تعالى، فيصير وزره عليه وأجره لغيره، وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يرى من كان مكفوف البصر ففتح له عن بصره يوم القيامة وعُمي هو، إن من كان قبلكم يفرون من الدنيا وهي مقبلة عليهم، ولهم من القدم ما لهم، وأنتم تتبعونها وهي مدبرة عنكم، ولكم من الأحداث ما لكم، فقيْسُوا أمركم وأمر القوم.
وروي عن الفضيل ابن عياض، قال: حدثني رجل عن إبراهيم التيمي : أنه قال وهو يعظ أصحابه: فذكر نحوه وقال: أي حسرة على امرئ أكبر من أن يأتيه الله علما فلم يعمل به، فسمعه منه غیره فعمل به، فيرى منفعته يوم القيامة لغيره.
وروي عن مغيرة عن إبراهيم التيمي، قال: بلغني أنه يُقسِّم للرجل من أهل الجنة شهوة مائة رجل وأكلهم ونهمتهم، فإذا أكل سقى شرابًا طهورًا، فخرج من جلده رشح كرشح المسك ثم تعود شهوته.
وروي عن وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم، قال: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى؛ فاغسل يدك منه.
وروي عن إبراهيم التيمي، قال: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؟ لأن أهل الجنة، قالوا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾ [فاطر: ٣٤]، وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة ؟ لأنهم قالوا: ﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ [الطور: ٢٦].
وروي عن سلمة بن العوام بن حوشب عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال: أعظم الذنب عند الله أن يُحدث العبد بما ستر الله تعالى عليه.
وروي عن سفيان، قال عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال ما عندنا شيء إلا كتاب الله، وهذه الصحيفة عن النبي O: «أَنَّ المَدِينَةَ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَيْرِ إِلَى ثَوْرِ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، وَمَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ».