التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المتعبد الصبار، أبو الحكم سيار، كان رباضًا دَكَّارًا، ولباسًا شَكَارًا.وقيل: إن التصوف تكثر الظاهر، وتكسر الباطن».
مناقبه ومروياته:
روي عن أبي معمر، حدثني أخي أبو الهذيل عن هشيم قال: دخلنا على سيار أبي الحكم وهو يبكي؛ فقلنا: ما يبكيك؟ قال: ما أبكى العابدين من قبلي.
روي عن خلف بن خليفة عن سيار، قال: الدنيا والآخرة يجتمعان في قلب العبد؛ فأيهما غلب كان الآخر تبعا له.
وروي عن محمد بن عمران بن الجنيد ثنا سليمان بن داود القزاز، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، قال: كان سيار أبو الحكم ومالك بن دينار يحبان أن يلتقيا؛ فقدم سيار البصرة، وكان له ثياب ،حسان كان يلبسها أحيانًا، فلبس يومئذ ثيابه الحسان وتعمم بعمامة، ثم دخل على مالك وعليه وعلى أصحابه الصوف، فحدث مالك ووعظ أصحابه حتى تفرقوا، وبقي هو ومالك وهو لا يعرفه؛ فقال: أيها الشيخ. إني لأرغب بك عن هذا اللباس؛ فقال سيار: أتضعني هذه عندك؟ قال: نعم، قال: فنِعْمَ الثوب ثوب يضع صاحبه عند الناس، قال: ولكن يوشك هذا أن قد بلغا بك من الناس ما لم يبلغك من الله، فقام
من محله، فجاء حتى جلس بين يديه، فقال: مَنْ أنت يرحمك الله؟ قال: سيار أبو الحكم.
وروي عن فضيل ابن عیاض، قال: دخل سيار أبو الحكم على مالك بن دينار وعليه ثياب جياد؛ فقال له مالك: مثلك يلبس هذا اللباس ؟ فقال : يا مالك ثيابي تضعني عندك أو ترفعني؟ قال: بل تضعك فقال: هذا التواضع، ثم قال له: يا مالك إني أخاف أن يكون قد أنزلا بك من الناس ما لم ينزلا بك من الله.
وروي عن حجاج، قال: سمعت شعبة عن سيار أبي الحكم، قال: قيل لعمي: ما حكمك؟ قال: لا أسأل عما لقيت، ولا أتكلف ما لا يعنيني.
وروي عن محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل عن عبد الله أنه قال: لوددت أن الله عز وجل غفر لي من خطيئتي خطيئة واحدة، وأنه لم يُعرف نسبي.
قال الشيخ رحمة الله تعالى عليه سيار هذا من التابعين، واسطي الأصل، تأخر ذكره عن طبقته، روى عن طارق بن شهاب، وقيل: إن طارقاً من الصحابة، وأكثر الرواية عن الشعبي، وأبي وائل، وأبي حازم، ويزيد الفقير وثابت البناني ،وغيرهم، وروى عنه: سعيد، ومسعر، وكان حقه أن يكون مقدمًا على من دونه.
وروي عن بشير بن سليمان عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود عن النبي O قال: «مَنْ نَزَلَتْ بِهِ حَاجَةٌ فَأَنْزَهَا بِالنَّاسِ لَمْ يُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَإِنْ أَنْزَهَا بِالله أَوْشَكَ لَهُ بِالْغِنَى، إِمَّا أَجْرٌ أَجِلٌ وَإِمَّا غِنِّى عَاجِلٌ».