التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الملهوف إلى المعروف عن الفاني مصروف، وبالباقي مشغوف، وبالتحف محفوف، وللطف مألوف، الكرخي أبو محفوظ معروف. وقيل: إن التصوف التوقي من الأكدار، والتنقي من الأقذار».
مناقبه ومروياته:
روي عن محمد بن مسلمة اليامي، قال معروف الكرخي لرجل توكل على الله حتى يكون هو معلمك وأنيسك وموضع شكواك، وليكن ذكر الموت جليسك لا يفارقنك، واعلم أن الشفاء من كل بلاء نزل بك كتمانه، فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك، ولا يمنعونك ولا يعطونك.
وروي عن أحمد بن روح، ثنا الحسين بن الحسن، قالا: ثنا أبو بكر الخياط، قال: رأيت كأني دخلت المقابر ، فإذا أهل القبور جلوس على قبورهم بين أيديهم الريحان، وإذا أنا بمعروف أبي محفوظ قائما فيما بينهم يذهب ويجي؛ فقلت أبا محفوظ، ما صنع بك ربك، أو ليس قدمت؟ قال: بلى، ثم أنشأ يقول: مَوْتُ التَّقِيُّ حَيَاةُ لَا نَفَاذَهَا قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَحْيَاءُ.
وروي عن أبي بكر بن أبي طالب، قال: دخلت مسجد معروف - وكان في منزله فخرج إلينا ونحن جماعة؛ فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرددنا عليه السلام؛ فقال: حياكم الله بالسلام، ونعمنا وإياكم في الدنيا والأحزان ثم أذن، فلما أخذ في الأذان اضطرب وارتعد حين قال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقام شعر حاجبيه ولحيته حتى خفت أن لا يتم أذانه، وانحنى حتى كاد أن يسقط.
وروي عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا بكر بن أبي طالب يقول: سمعت معروفًا يدعو: من بلغ أهل الخير وأعانهم عليه أصلحنا وأعاننا عليه.
وروي عن علي بن الموفق يقول: سمعت إبراهيم بن الجنيد يقول عن شيخ ذكره قال: كان من دعاء معروف: لا تجعلنا بين الناس مغرورين ولا بالستر ،مفتونين اجعلنا ممن يؤمن بلقائك، ويرضى بقضائك، ويقنع بعطائك، ويخشاك حق خشيتك.
أحمد بن مهدي، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حضرت الصلاة؛ فقال معروف الكرخي لأبي توبة: صل بنا؛ فقال: إن صليت بكم هذه الصلاة لا أُصلِّي بكم الثانية، نعوذ بالله من طول الأمل، فإنه يمنع خير العمل.
وروي عن محمد بن أبي القاسم -مولى بني هاشم - قال: قال معروف الكرخي : إنما الدنيا قدر تغلى، وكنيف يرمى.
وروي عن ابن خبيق، قال: سمعت إبراهيم البكاء يقول: سمعتُ معروفًا الكرخي يقول : إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح الله عليه باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد بعبد شرًا أغلق عليه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل.
وروي عن محمد بن أحمد بن أسباط، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، قال: سمعتُ يعقوب ابن أخي معروف يقول: سمعتُ عمي معروفًا يقول: كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله تعالى.
وروي عن محمد بن يحيى بن مندة، ثنا الحسن بن منصور، قال: كان حجام يأخذ من شارب ،معروف، وكان معروف يسبح؛ فقال الحجام: لا يتهيأ أخذ الشارب وأنت تسبح؛ فقال معروف أنت تعمل وأنا لا أعمل ؟
وروي عن محمد بن علي بن حبيش، ثنا محمد بن خلف بن المرزبان، قال: سمعت أبي يقول: كنا عند معروف الكرخي نتحدث، إذ جاء رجل ومعه بعير؛ فقال له: يا أبا محفوظ هذا البعير لي، ومعي جماعة من العيال أكد عليه.
وروي عن أبي الحسن بن مقسم يقول: سمعت أبا مقاتل محمد بن شجاع يقول: سمعت أبا بكر معروف الكرخي الزجاج يقول: قيل لمعروف الكرخي في علته أوص؛ فقال: إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا، فإني أحب أن أخرج من الدنيا عريانًا كما دخلت إليها عريانا.