طباعة

أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر، هل هذا حديث صحيح، وهل يتعارض معناه مع أصول الاعتقاد الواجبة للنبي صلي الله عليه وسلم ؟

أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر، هل هذا حديث صحيح، وهل يتعارض معناه مع أصول الاعتقاد الواجبة للنبي صلي الله عليه وسلم ؟

يجيب عليها : أ.د. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق
حكم المحدثون بأنه حديث منكر وذهبوا إلى وضعه. قال العلامة عبد الله بن الصديق الغماري: (وعزوه إلى رواية عبد الرزاق خطاء، لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره، وقال الحافظ الى السيوطي في الحاوي في الفتاوي ج1 ص ٣٢٥ : (اليس له إسناد يعتما عليه) اهـ، وهو حديث موضوع جزما...... إلى أن قال: وبالجملة فالحديث منكر موضوع لا أصل له في شيء من كتب السنة)(1).
ولقد حكم بوضعه أكثر المحدثين كالحافظ الصغاني(2) ، وأقره الحافظ العجلوني على ذلك(3).
ومعنى الحديث يمكن أن يكون صحيحا إذا كانت الأولية في الأنوار فإن ذلك لا يبعد. وعلى أن الأولية مطلقة، فهي ثابتة للقلم وللعرش علي الخلاف المشهور، وقد ذكرا العجلوني ذلك فقال: (وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه، أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها، وفي أحكام ابن القطان في ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلي الله عليه وسلم ، قال: كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر الف عام. انتهى ما في المواهب(4).
وذكر العلامة الدردير المالكي اقرارة لمعنى الحديث فقال: (ونوره) صلي الله عليه وسلم (أصل الأنوار) والأجسام كما قال صلي الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه : (أول ما خلق الله نور نبيك من نوره)... الحديث، فهوالواسطة في جميع المخلوقات(5) .
فإن عوالم الله سبحانه وتعالي متعددة، فهناك عالم الملك وهو عالم الشهادة، وهناك عالم الملكوت وهو عالم الغيب، ومنه عالم الروح، وعالم الجن، وعالم الملائكة، وهناك أنوار خلقها الله سبحانه وتعالى، فليس هناك ما يمنع أن يكون النبي صلي الله عليه وسلم أول الأنوار الي البشرية في عالم الروح.
فالحديث موضوع ولا يصح نسبته إلى النبي صلي الله عليه وسلم، ومعناه يمكن أن يكون صحيحا كما بیناه، والله تعالى أعلى وأعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر، للسيد عبد الله بن الصديق الغماري،ص2.
(۲) الموضوعات للصغاني، ص25.
(۳) كشف الخفاء للعجلوني: ج 2 ص ٢٣٢.
(4) كشف الخفاء للعجلوني: ج ۱ ص ۳۱۲،۳۱۱
(5) الشرح الصغير، للدردير، ومعه حاشية الصاوي المسماة ببلغة السالك: ج 4ص 778،779.

عدد الزيارات 36 مرة
قيم الموضوع
(0 أصوات)