أبو السري منصور بن عمار
من أهل مرو من قرية دندانقان ، ويقال : إنه من بوشنج (1) ، أقام بالبصرة ، وكان من الواعظين الأكابر .
قال منصور بن عمار : ( من جزع من مصائب الدنيا .. تحولت مصيبته في دينه ) (2)
وقال منصور : ( أحسن لباس العبد : التواضع والانكسار، وأحسن لباس العارفين : التقوى و قال الله تعالى : ( ولباس التقوي ذلك خير ) )(3)
وقيل : سبب توبته : أنه وجد في الطريق رقعة مكتوباً عليها : بسم الله الرحمن الرحيم ، فأخذها ، فلم يجد لها موضعاً ، فأكلها ، فأري في المنام كأن قائلاً قال له : فتح الله عليك باب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة (4)
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت أبا العباس القاص يقول : سمعت أبا الحسن الشعراني يقول : رأيت منصور بن عمار في المنام ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال : قال لي : أنت منصور بن عمار ؟ قلت : بلى يا رب ، قال : أنت الذي كنت تزهد الناس في الدنيا وترغب فيها ؟ قلت : قد كان ذلك ، ولكني ما اتخذت مجلساً إلا بدأت بالثناء عليك ، وثنيت بالصلاة على نبيك صلى الله عليه وسلم ، وثلثت بالنصيحة لعبادك ، فقال : صدق : ضعوا له كرسياً يمجدني في سمائي بين ملائكتي كما مجدني في أرضي بين عبادي (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بخط العلامة محمد المبارك في هامش ( ي ) : ( معرب بوشنك ، بلده من هراه ) .
(2) رواه السلمي في ( طبقاته ) ( ص 134 ) .
(3) رواه السلمي في ( طبقاته ) ( ص ١٣٦ ) ، والآية من سورة الأعراف : (26) .
(4) رواه أبن عساكر في (تاريخ دمشق) ( 60/327) من طريق عبد الغافر الفارسي والمصنف .
(5) ورواه ابن عساكر في ( تاريخه ) ( 60/343 ) من طريق المصنف، توفي - رحمه الله - في مدود المئتين .