التعريف بها:
هي واحدة من الصحابيات الكريمات قال عنها أبو نعيم: «ومنهن مهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين، أسماء بنت عميس الخثعمية، المعروفة بالبحرية الحبشية، أليفة النجائب، وكريمة الحبائب، عقد عليها جعفر الطيار، وخلف عليها بعده الصديق سابق الأخيار، ومات عنها الوصي على سيد الأبرار».
أيامها في الإسلام ومروياتها:
روي عن أبي موسى الأشعري، قال: قدمنا على رسول الله ﷺ فوافقناه حين فتح خيبر فأسهم لنا أو قال: فأعطانا منها، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئًا إلا لمن شهد معنا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لها معهم، فكان ناس من الناس يقولون لنا يعني أهل السفينة سبقناكم بالهجرة، قال: ودخلت أسماء بنت عميس؛ فقال لها عمر: هذه الحبشية البحرية، قالت أسماء: نعم؛ فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، نحن أحق برسول الله O، فغضبت وقالت كلمة كلا والله كنتم مع رسول الله ﷺ يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو أرض البعداء والبغضاء في الحبشة، وذلك في الله ورسوله، وأيم الله لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله O؛ فنحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله ﷺ و أسأله، والله لا أكذب ولا أزيغ، ولا أزيد على ذلك، فلما جاء النبي، قالت : يا نبي الله إن عمر قال: كذا وكذا، قال رسول الله ﷺ: «فَما قُلْتِ لَهُ؟»، قالت: قلت: كذا وكذا ، قال: «لَيْسَ بِأَحَقِّ بِي مِنْكُمْ، لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ»، قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم أفرح به، ولا أعظم في أنفسهم مما قال رسول الله ﷺ قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى، وإنه ليستعيد مني الحديث: «وَلَكُمْ الهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ ؛ هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِي، وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ».
وروي عن ابن عباس قال: لما زوج رسول الله O فاطمة عليا، دخل فلما رآه النساء وثبن، وبينهن وبين رسول الله ﷺ سترة، فتخلفت أسماء بنت عميس، «كَمَا أَنْتَ عَلَى رِسْلِكَ، مَنْ أَنْتَ؟»
قالت: التي أحرس ابنتك، فإن الفتاة ليلة يبني بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها، إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئًا أفضت بذلك إليها، قال: فَإِنِّي أَسْأَلُ الله أَنْ يَحْرُسَكَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ» قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء أنها رمقت رسول الله O، قام ، فلم يزل يدعو لهم خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته».
وروي عن الشعبي، قال: تزوج علي -رضي الله تعالى عنه- أسماء بنت عميس بعد أبي بكر؛ فتفاخر ابناها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر؛ فقال كل واحد منهما: أنا خير منك، وأبي خير من أبيك؛ فقال علي لأسماء: اقض بينهما؛ فقالت لابن جعفر أما أنت يا بني، فما رأيت شابا من العرب كان خيرًا من أبيك، وأما أنت يا بني، فما رأيت كهلا من العرب خير من أبيك؛ فقال لها علي ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك؛ فقالت: والله إن ثلاثة أنت أخسهم لأخيار».
الرئيسة