ولد بالمدينة سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر رضي الله عنه. وكانت أمه خيرة مولاةً لأم سلمة، فكانت تذهب لمولاتها في حاجة، وتشاغله أم سلمة بثديها، فربما در عليه. ثم نشأ بوادي القرى.
ثم كبر لازم الجهاد ولازم العلم والعمل وكان أحد الشجعان الموصوفين يذكر مع قطري بن الفجاءة وصار كاتبا في دولة معاوية لوالي خراسان الربيع بن زياد
حدث عن عثمان وعمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وسمرة بن جندب وجندب البجلي وابن عباس وابن عمر وأبي بكرة وعمرو بن تغلب وجابر وطائفة كثيرة . وحدث عنه قتادة وأيوب وابن عون ويونس وخالد الحذاء وهشام بن حسان وحميد الطويل وجرير بن حازم وشيبان النحوي ويزيد بن إبراهيم التستري ومبارك بن فضالة والربيع بن صبيح وأبان بن يزيد العطار وقرة بن خالد وأمم سواهم
ومن كلامه: حادثوا عن القلوب فإنها سريعة الدثور، وأقذعوا هذه الأنفس فإنها طلعة، وإنها تنزع إلى شر غاية، وإنكم إن تقربوها لم يبق لكم من أعمالكم شيء فتبصروا وتشددوا فإنما هي ليال تعدو، وإنما أنتم ركب وقوف، يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب فلا يلتفت فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم، إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم، وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته.
قال بن سعد: كان جامعا عالما رفيعا ثقة حجة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما . وقال الذهبي في نعته : حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس كبير الشأن عديم النظير مليح التذكير بليغ الموعظة رأس في أنواع الخير وقد كنت أفردت ترجمته في جزء سميته الزخرف القصري مات سنة عشر ومائة وله ثمان وثمانون سنة رحمه الله تعالى .(تذكرة الحفاظ للذهبي.
أخبرنا علي بن عبيد الله، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: حدَّثنا البغوي، قال: حدَّثنا نعيم بن الهضيم، قال: حدَّثنا خلف بن تميم، عن أبي همام الكلاعي، عن الحسن: أنه مر ببعض القراء على أبواب بعض السلاطين، فقال: أفرختم حمائمكم، وفرطحتم بغالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم، أما أنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يتوسلون إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم، تفرقوا تفرقوا فرق بين أعضائكم.
عاصر الحسن خلقاً كثيراً من الصحابة، فأرسل الحديث عن بعضهم، وسمع من بعضهم، وقد جمعنا مسانيده وأخباره في كتاب كبير، فلم أر التطويل ها هنا.
توفي عشية الخميس، ودفن يوم الجمعة أول يوم رجب هذه السنة، وغسله أيوب السختاني وحميد الطويل، وصلى عليه النضر بن عمرو أمير البصرة، ومشى هو وبلال بن أبي بردة أما الجنازة، وكان له تسع وثمانون سنة.
ـــــــــــ
* انظر ترجمته في ا:حلية الأولياء(2/131) ،طبقات الصوفية للمناوي(1/254) الطبقات الكبرى للشعراني(1/29) ، طبقات ابن سعد( 7 / 156) ، المعرفة والتاريخ( 2 / 32 ) ، وفيات الأعيان( 2 / 69) تاريخ الإسلام( 4 / 98) ، تذكرة الحفاظ ( 1 / 66) ، البداية والنهاية( 9 / 266 )، تهذيب التهذيب( 2 / 263) ، النجوم الزاهرة( 1 / 267) ، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 28، شذرات الذهب (1 / 136) ، (المنتظم 2/378).سير أعلام النبلاء (4/563)