التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم المتعبد الناحل المتهجد الذابل، أبو محمد ثابت بن أسلم البناني، وقيل: إن التصوف محافظة الحرمة، ومداومة الخدمة».
مناقبه ومروياته:
روي عن غالب عن بكر بن عبد الله، قال: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه، فلينظر إلى ثابت البناني.
وروي عن سليمان بن المغيرة، قال: سمعت ثابتا البناني يقول: لا يسمى عابد أبدًا عابدًا، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاة؛ لأنهما من لحمه ودمه.
وروي عن ابن شوذب قال: سمعت ثابتا البناني يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحداً من خلقك أن يصلي لك في قبره فأعطني ذلك.
وروي عن يوسف بن عطية، قال: سمعت ثابتا يقول الحميد الطويل: هل بلغك يا أبا عبيد أن أحدا يصلي في قبره إلا الأنبياء؟ قال: لا، قال ثابت: اللهم إن أذنت لأحد أن يصلي في قبره، فأذن لثابت أن يصلي في قبره، قال: وكان ثابت يصلي قائما حتى يعي، فإذا أعيى جلس، فيصلي وهو جالس، ويحتبي في قعوده ويقرأ، فإذا أراد أن يسجد وهو جالس فتح حبوته.
وروي عن شيبان بن جسر عن أبيه، قال: أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابتا البناني ومعي حميد الطويل أو رجل غيره - شك محمد - قال: فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة، فإذا أنا به يصلي في قبره، فقلت للذي معي ألا ترى؟ قال: اسكت فلما سوينا عليه وفرغنا، أتينا ابنته، فقلنا لها: ما كان عمل أبيك ثابت؛ فقالت: وما رأيتم؟ فأخبرناها؛ فقالت: كان يقوم الليل خمسين سنة، فاذا كان السحر قال في دعائه: اللهم إن كنت أعطيت أحدًا من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها، فما كان الله ليرد ذلك الدعاء.
وروي عن عبد الله بن عيسى، قال: حدثني بعض مشيختنا، قال: كان رجل أعمى مقعد مجذوم،
وعد أنواعًا من البلاء، قال: فقال يوما حبيب وثابت ومحمد بن واسع ومالك: اذهبوا بنا إلى فلان المبتلى، قال: واستتبعهم صالح المري وهو يومئذ حدث، فعبروا النهر حتى انتهوا إليه، فسلموا عليه وجلسوا عنده قال : فتكلم ،ثابت فقال له من أنت؟ قال: أنا ثابت البناني، قال: أنت الذي يزعم أهل هذا المصر أنك أعبدهم، لقد كنت أحب أن ألقاك، وأدعو الله أن يجمع بيني وبينك.
وروي عن جعفر قال: سمعت ثابتا البناني يقول: الصلاة خدمة الله في الأرض، لو علم الله عز وجل شيئًا أفضل من الصلاة لما قال: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَيكَةُ وَهُوَ قَاهِم يُصَلِّى فِي الْمِحْرَابِ﴾ [آل عمران: ٣٩].
وروي عن سعيد ابن سلیمان، قال: ثنا المبارك -يعني: ابن فضالة قال: دخلت على ثابت البناني في مرضه وهو في علو له، وكان لا يزال يذكر أصحابه، فلما دخلنا عليه قال: يا إخوتاه. لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي، ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله عز وجل كما كنت أذكره معهم، ثم قال : اللهم إذ حبستني عن ثلاث، فلا تدعني في الدنيا ساعة أو قال: إذا حبستني أن أصلي كما أريد، وأصوم كما أريد، وأذكرك كما أريد، فلا تدعني في الدنيا ساعة - فمات من وقته رحمة الله .
وروي عن جعفر، قال: ثنا ثابت البناني قال: كان رجل من العباد يقول: إذا نمت واستيقظت، ثم ذهبت أعود إلى النوم فلا أنام الله عيني.. قال جعفر: كنا نرى ثابتا إنما يعني نفسه.
وروي عن سليمان بن المغيرة، قال سمعت ثابتا يقول: والله للعبادة أشد من نفل الكارات.
وروي عن عمرو بن محمد بن أبي رزين قال: قال ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة، وتنعمت بها عشرين سنة.
وروي عن شعبة، قال: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في يوم وليلة ويصوم الدهر.
وروي عن منهال بن خليفة عن ثابت البناني قال كان يقال فقه كوفي، وعبادة بصرى.
وروي عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت ثابتا البناني يقول: ما تركت في مسجد الجامع سارية إلا وقد ختمت القرآن عندها، وبكيت عندها.
الرئيسة