التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «قال الشيخ رضي الله تعالى عنه ومنهم الفقيه القوي سالك السمت المرضى، بالعلم الواضح المضى، والحال الزاكي الوضى أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، كان بالأوامر مكتفيا، وعن الزواجر منتهيا، تاركًا لتكلف الأثقال، معتنقاً لتحمل الواجب من الأفعال. وقيل: إن التصوف تطهر من تكدر، وتشمر في تبرر».
مناقبه ومروياته:
روي عن محمد ابن فضيل عن عاصم قال: حدثت الحسن بموت الشعبي، فقال له رحم الله : إن كان من الإسلام لبمكان.
وروي عن عبد الله بن أشعث بن سوار عن أبيه، قال: لما هلك الشعبي أتيت البصرة، فدخلت على الحسن، فقلت: يا أبا سعيد هلك الشعبي، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإنه لمن الإسلام بمكان ، ثم أتيت محمد بن سيرين فقلت: يا أبا بكر. هلك الشعبي، فقال مثل ما قال الحسن.
وروي عن أشعث بن سوار عن ابن سيرين قال: قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة، وأصحاب رسول الله O يومئذ كثير .
وروي عن عاصم بن سليمان، قال: ما رأيت أحدًا كان أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي.
وروي عن سليمان التيمي عن أبي مجلز، قال ما رأيت أحدًا أفقه من الشعبي.
وروي عن سليمان التيمي، قال: قال لي أبو مجلز : عليك بالشعبي، فإني لم أر مثله.
وروي عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين، قال: ما رأيت أحدًا أفقه من الشعبي.
وروي عن حكام، عن ليث، قال: كنت أسأل الشعبي فيعرض عني ويجبهني بالمسألة، فقلت: يا معشر العلماء. يا معشر الفقهاء. تَرْوُون عنا أحاديثكم، وتجبهوننا بالمسألة، فقال الشعبي: يا معشر العلماء. يا معشر الفقهاء. لسنا بفقهاء ولا علماء، ولكنا قوم قد سمعنا حديثا؛ فنحن نُحدّثكم بما سمعنا، إنما الفقيه من ورع عن محارم الله، والعالم من خاف الله.
وروي عن مالك بن مغول قال: عن الشعبي، وقال له رجل: أيها العالم، فقال: العالم من يخاف الله.
وروي عن عمر بن شيبة، ثنا الأصمعي، قال: اجتمع الشعبي والأخطل عند عبد الملك، فلما خرجا قال الأخطل للشعبي: يا شعبي. ارفق بي، فإنك تغرف من آنية شتى، وأنا أغرف من إناء واحد.
وروي عن عن سفيان عن بيان عن الشعبي: ﴿هَذَا بَيَان لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ۱۳۸]، قال بيان للناس من العمى، وهدى من الضلالة، وموعظة من الجهل.
وروي عن مجالد عن الشعبي، قال: ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه خطبته.
وروي عن أبي إسحاق عن الشعبي، قال: ما ترك أحد في الدنيا شيئًا لله إلا أعطاه الله في الآخرة ما هو خير له.
وروي عن خالد ابن دينار : سألت الشعبي عن المزارعة، قال: دع الربا والريبة، وأت ما لا يريبك.
وروي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، قال: يشرف قوم دخلوا الجنة على قوم دخلوا النار، فيقولون: ما لكم في النار ، وإنما كنا نعمل بما تعلموننا؟! فيقولون: إنا كنا نعلمكم ولا نعمل به.
وروي عن مجالد عن الشعبي، قال تعايش الناس بالدين زمنا طويلا - حتى ذهب الدين، ثم تعايش الناس بالمروءة زمناً طويلًا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايش الناس بالحياء زمنا طويلًا حتى ذهب الحياء، ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة، وأظن أنه سيأتي بعد هذا ما هو أشد منه.
وروي عن العباس بن هشام عن أبيه، قال: بلغني أن الشعبي كان يقول: تعايش الناس؛ فذكر نحوه.
وروي عن ابن عياش عن الشعبي، قال: كانت العرب تقول إذا كانت محاسن الرجل تغلب مساويه : فذلكم الرجل الكامل، وإذا كانا متقاربين : فذلكم المتماسك، وإذا كانت المساوئ أكثر من المحاسن، فذلكم المتهتك.
الرئيسة