سيد القوم، محب المشهود، ومحبوب المعبود، باب مدينة العلم والعلوم، ورأس المخاطبات، ومستنبط الإشارات، راية المهتدين، ونور المطيعين، وولي المتقين، وإمام العادلين، أقدمهم إجابة وإيمانا، وأقومهم قضية وإيقانا، وأعظمهم حلما، وأوفرهم علما، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، قدوة المتقين ، وزينة العارفين، المنبئ عن حقائق التوحيد، المشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب القلب العقول، واللسان السؤول، والأذن الواعي، والعهد الوافي، فقاء عيون الفتن، ووقي من فنون المحن، فدفع الناكثين، ووضع القاسطين، ودمغ المارقين، الأخيشن في دين الله، الممسوس في ذات الله. وقد قيل: «إن التصوف مرامقة الموعود، ومصارمة المحدود»
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فقال: «أين علي بن أبي طالب؟»، فقالوا: يا رسول الله يشتكي عينه، قال: «فأرسلوا إليه»، قال: فأتي به، قال: فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، وأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» رواه سعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وسلمة بن الأكوع نحوه في المحبة ولسلمة طرق فمن أغربها
ما حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود، وعمرو، ثنا المثنى بن زرعة أبو راشد، عن محمد بن إسحاق، قال: ثنا بريدة بن سفيان الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة بن الأكوع، قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق برايته إلى حصون خيبر يقاتل، فرجع ولم يكن فتح وقد جهد، ثم بعث عمر الغد فقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار»، قال سلمة: فدعا بعلي عليه السلام وهو أرمد، فتفل في عينيه فقال: «هذه الراية امض بها حتى يفتح الله على يديك»، قال سلمة: فخرج بها والله يهرول هرولة وإنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت؟ فقال: علي بن أبي طالب، قال: يقول اليهودي: غلبتم ولما نزل على موسى - أو كما قال - فما رجع حتى فتح الله على يديه " قال الشيخ رحمه الله تعالى: هذا حديث غريب من حديث بريدة عن أبيه، فيه زيادات ألفاظ لم يتابع عليها، وصحيحه من حديث يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن إسحاق الضبي، ثنا قيس بن الربيع، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي ليلى، عن الحسن بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا لي سيد العرب»، يعني علي بن أبي طالب، فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟ فقال: «أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب»، فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: «يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «هذا علي فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل» رواه أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، نحوه في السؤدد مختصرا
حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا علي بن عياش، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أنس اسكب لي وضوءا»، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: " يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين , وخاتم الوصيين، قال: أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، وكتمته إذ جاء علي، فقال: «من هذا يا أنس؟»، فقلت: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل؟ قال: «وما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي» رواه جابر الجعفي، عن أبي الطفيل، عن أنس، نحوه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبد الحميد بن بحر، ثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا دار الحكمة، وعلي بابها» رواه الأصبغ بن نباتة، والحارث، عن علي، نحوه. ومجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
حدثنا محمد بن عمر بن غالب، ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، قال: ثنا عباد بن يعقوب، ثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا، إلا وعلي رأسها وأميرها» قال الشيخ رحمه الله: لم نكتبه مرفوعا إلا من حديث ابن أبي خيثمة , والناس رووه موقوفا
حدثنا جعفر بن محمد بن عمر، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا شريك، عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: قالوا: يا رسول الله ألا تستخلف عليا؟ قال: «إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا، يسلك بكم الطريق المستقيم» رواه النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن وهيب الغزي، ثنا ابن أبي السري، ثنا عبد الرزاق، ثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن تستخلفوا عليا، وما أراكم فاعلين، تجدوه هاديا مهديا، يحملكم على المحجة البيضاء» رواه إبراهيم بن هراسة، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي رضي الله تعالى عنه حدثنا نذير بن جناح القاضي، ثنا إسحاق بن محمد بن مهران، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن هراسة، عن ابن إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا أبو الحسين بن أبي مقاتل، ثنا محمد بن عبيد بن عتبة، ثنا محمد بن علي الوهبي الكوفي، ثنا أحمد بن عمران بن سلمة، وكان ثقة عدلا مرضيا، ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فسئل عن علي فقال: «قسمت الحكم عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، حدثني هرمز بن حوران، عن أبي عون، عن أبي صالح الحنفي، عن علي، رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: " قل: ربي الله، ثم استقم "، قال: قلت: الله ربي، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، فقال: «ليهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شربا، ونهلته نهلا»
حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح القاضي، ثنا إسحاق بن محمد بن مروان، ثنا أبي، ثنا عباس بن عبيد الله، ثنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك، عن عبيدة، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود، قال: «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن»
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن، ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، أن الحسن بن علي، رضي الله تعالى عنهما " قام وخطب الناس وقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون بعلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فيعطيه الراية فلا يرتد حتى يفتح الله عز وجل عليه، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادما "
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر بن محمد الصايغ، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر: «علي أقضانا، وأبي أقرؤنا»
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا خلف بن خالد العبدي البصري، ثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي أخصمك بالنبوة، ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها أحد من قريش: أنت أولهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية "
حدثنا محمد بن المظفر، ثنا عبد الله بن إسحاق، ثنا إبراهيم الأنماطي، ثنا القاسم بن معاوية الأنصاري، حدثني عصمة بن محمد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي، وضرب بين كتفيه: " يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة: أنت أول المؤمنين بالله إيمانا، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية، وأقسمهم بالسوية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم مزية يوم القيامة "
حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني، ثنا علي بن العباس البجلي، ثنا أحمد بن يحيى، ثنا الحسن بن الحسين، ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الشعبي، قال: قال علي: قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام: «مرحبا بسيد المسلمين، وإمام المتقين»، فقيل لعلي: فأي شيء من شكرك؟ قال: حمدت الله تعالى على ما أتاني، وسألته الشكر على ما آتاني وأن يزيدني مما أعطاني "
حدثنا محمد بن حميد، ثنا علي بن سراج المصري، ثنا محمد بن فيروز، ثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ثنا أنس بن مالك، قال: " بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له - وأنا أسمع -: " يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، على مفاتيح خزائن رحمة ربي "
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن علي بن دحيم، ثنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول، حدثني صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهر الرازي، عن الأعشى الثقفي، عن سلام الجعفي، عن أبي برزة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى عهد إلي عهدا في علي، فقلت: يا رب بينه لي، فقال: اسمع فقلت: سمعت، فقال: إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك ". فجاء علي فبشرته، فقال: يا رسول الله أنا عبد الله، وفي قبضته، فإن يعذبني فبذنبي، وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى بي، قال: " قلت: اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان " فقال الله: قد فعلت به ذلك، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي، فقلت: يا رب أخي وصاحبي، فقال: إن هذا شيء قد سبق، إنه مبتلى، ومبتلى به "
حدثنا سعد بن محمد الصيرفي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد خير، عن علي، قال: «لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسمت، أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا محمد بن يونس السامي، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا فطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: " كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فانقطع شسع نعله، فتناولها علي يصلحها، ثم مشى فقال: «يا أيها الناس إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»، قال أبو سعيد: فخرجت فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكترث به فرحا؛ كأنه قد سمعه "
حدثنا محمد بن عمر بن سلم، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد بن عبد الله، عن أبيه، محمد، عن أبيه عمر، عن أبيه علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12]، فأنت أذن واعية لعلمي "
حدثنا الحسن بن علي بن الخطاب، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو بكر بن عياش، عن نصير، عن سليمان الأحمسي، عن أبيه، عن علي، قال: «والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما أنزلت، وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا سؤولا»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد، ثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: سئل علي عن نفسه، فقال: «كنت إذا سئلت أعطيت، وإذا سكت ابتديت»
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل، ثنا محمد بن الحسين بن حميد، ثنا محمد بن تسنيم، ثنا علي بن الحسين بن عيسى بن زيد، عن جده عيسى بن زيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن ذر، عن علي، قال: «أنا فقأت عين الفتنة، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن علي الخراز، ثنا عبد الرحمن بن حفص الطنافسي، ثنا زياد بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن سليمان يعني ابن محمد بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب، وكانت عند أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: " شكى الناس عليا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: «يا أيها الناس لا تشكوا عليا، فوالله إنه لأخيشن في ذات الله عز وجل»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا هارون بن سليمان المصري، ثنا سعد بن بشر الكوفي، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد، عن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا عليا؛ فإنه ممسوس في ذات الله تعالى»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن محمد الحمال، ثنا أبو مسعود، ثنا سهل بن عبد ربه، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن المنهال بن عمرو، عن التميمي، عن ابن عباس، قال: «كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي سبعين عهدا، لم يعهد إلى غيره» كان عليه السلام الاستسلام والانقياد شأنه، والتبرؤ من الحول والقوة مكانه. وقد قيل: «إن التصوف إسلام الغيوب إلى مقلب القلوب»
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن عقيل، وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل بن أبي كريمة، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: سمعت عليا، يقول: " أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم وفاطمة، وذلك من السحر، حتى قام على باب البيت فقال: «ألا تصلون؟» فقلت مجيبا له: يا رسول الله إنما نفوسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرجع إلي الكلام، قال: فسمعته حين ولى يقول، وضرب بيده على فخذه: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] رواه حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، وصالح بن كيسان، وشعيب بن حمزة والناس، عن، الزهري. أخرجه البخاري، ومسلم عن قتيبة بن سعيد وكان رضوان الله عليه وسلامه: على الأوراد مواظبا، وللأزواد مناحبا. وقد قيل: «إن التصوف الرغبة إلى المحبوب في درك المطلوب»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن إبراهيم، عن ملحان، ثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث بن ربعي، عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، أنه قال: " قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فقال علي لفاطمة: ائتي أباك فسليه خادما نقي به العمل، فأتت أباها حين أمست فقال لها: " ما لك يا بنية؟ قالت: لا شيء، جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأل شيئا، فلما رجعت قال لها علي: ما فعلت؟ قالت: لم أسأله شيئا واستحييت منه حتى إذا كانت الليلة القابلة قال لها: ائتي أباك فسليه خادما تتقين به العمل، فأتت أباها فاستحيت أن تسأله شيئا، حتى إذا كانت الليلة الثالثة مساء خرجنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما أتى بكما؟»، فقال علي: يا رسول الله شق علينا العمل، فأردنا أن تعطينا خادما نتقي به العمل، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم؟»، قال علي: يا رسول الله نعم، قال: «تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدان أن تناما فتبيتا على ألف حسنة، ومثلها حين تصبحان فتقومان على ألف حسنة»، فقال علي: فما فاتتني منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليلة صفين، فإني نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل فقلتها "
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، قال: " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع رجليه بيني وبين فاطمة، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا: ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميدة، وأربعا وثلاثين تكبيرة، قال علي: فما تركتها بعد، فقال له رجل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين رواه الحكم، ومجاهد، عن ابن أبي ليلى نحوه
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا العباس بن الوليد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا الجريري، عن أبي الورد، عن ابن أعبد، قال: قال لي علي: «يا ابن أعبد هل تدري ما حق الطعام؟» قال: وما حقه يا ابن أبي طالب؟ قال: " تقول: بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا "، ثم قال: «أتدري ما شكره إذا فرغت؟» قلت: وما شكره؟ قال: " تقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا " ثم قال: " ألا أخبرك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كانت أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضر، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي أو خدم، فقلت لها: انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسليه خادما يقيك ضر ما أنت فيه " فذكر نحو حديث شبث بن ربعي، عن علي وكان عليه السلام: إذا لزمه في العيش الضيق والجهد، أعرض عن الخلق، فأقبل على الكسب والكد. وقد قيل: " إن التصوف الارتقاء في الأسباب إلى المقدرات من الأبواب
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إسماعيل ابن علية، وثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا أبو الربيع، ثنا حماد، قالا: حدثنا أيوب السختياني، عن مجاهد، قال : " خرج علينا علي بن أبي طالب يوما معتجرا، فقال: جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا تريد بله، فأتيتها فقاطعتها، كل ذنوب على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي، ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها - وبسط إسماعيل يديه وجمعهما - فعدت لي ست عشرة تمرة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأكل معي منها " وقال حماد بن زيد في حديثه: فاستقيت ستة عشر، أو سبعة عشر، ثم غسلت يدي فذهبت بالتمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي خيرا، ودعا لي. ورواه موسى الطحان، عن مجاهد، نحوه
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني علي بن حكيم الأودي، ثنا شريك، عن موسى الطحان، عن مجاهد، عن علي، قال: " جئت إلى حائط أو بستان، فقال لي صاحبه: دلوا وتمرة، فدلوت دلوا بتمرة، فملأت كفي ثم شربت من الماء ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بملء كفي فأكل بعضه وأكلت بعضه " وكان مزينا من بين العباد، متحققا بزينة الأبرار، والزهاد
حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، ثنا محمد بن جرير، ثنا عبد الأعلى بن واصل، ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت عمار بن ياسر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل، الزهد في الدنيا، فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا، ولا ترزأ الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضي بهم أتباعا ويرضون بك إماما»
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين القاضي، ثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله العكبري، ثنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن علي بن الحسين، قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة أتت الدنيا بأحسن زينتها، ثم قالت: يا رب هبني لبعض أوليائك، فيقول الله تعالى لها: اذهبي فأنت لا شيء، وأنت أهون علي أن أهبك لبعض أوليائي، فتطوى كما يطوى الثوب الخلق فتلقى في النار " وكان زهد في الدنيا فكشف له الغطاء، وهدي وبصر، فأزيل عنه العمى.
حدثنا أبو ذر محمد بن الحسين بن يوسف الوراق، ثنا محمد بن الحسين بن حفص، ثنا علي بن حفص العبسي، ثنا نصير بن حمزة، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب، عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زهد في الدنيا علمه الله تعالى بلا تعلم، وهداه بلا هداية، وجعله بصيرا، وكشف عنه العمى» وكان بذات الله عليما، وعرفان الله في صدره عظيما. وقد قيل: «إن التصوف البروز من الحجاب إلى رفع الحجاب»
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن يونس السامي، ثنا أبو نعيم، ثنا حبان بن علي، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس، أن علي بن أبي طالب، أرسله إلى زيد بن صوحان، فقال: «يا أمير المؤمنين إني ما علمتك لبذات الله عليم، وإن الله لفي صدرك عظيم»
حدثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن الحارث، ثنا الفضل بن الحباب الجمحي، ثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة، دار علي بن أبي طالب، إذ دخل علينا نوف بن عبد الله فقال: يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلا من اليهود، فقال علي: علي بهم، فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا علي صف لنا ربك هذا الذي في السماء، كيف هو، وكيف كان، ومتى كان، وعلى أي شيء هو؟ فاستوى علي جالسا وقال: معشر اليهود اسمعوا مني، ولا تبالوا أن لا تسألوا أحدا غيري، إن ربي عز وجل هو الأول لم يبد مما، ولا ممازج معما، ولا حال وهما، ولا شبح يتقصى، ولا محجوب فيحوى، ولا كان بعد أن لم يكن فيقال: حادث، بل جل أن يكيف المكيف للأشياء كيف كان، بل لم يزل ولا يزول لاختلاف الأزمان، ولا لتقلب شان بعد شان، وكيف يوصف بالأشباح، وكيف ينعت بالألسن الفصاح، من لم يكن في الأشياء فيقال: بائن، ولم يبن عنها فيقال: كائن، بل هو بلا كيفية، وهو أقرب من حبل الوريد، وأبعد في الشبه من كل بعيد، لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة، ولا كرور لفظة، ولا ازدلاف ربوة، ولا انبساط خطوة، في غسق ليل داج، ولا إدلاج لا يتغشى عليه القمر المنير، ولا انبساط الشمس ذات النور، بضوئها في الكرور، ولا إقبال ليل مقبل، ولا إدبار نهار مدبر، إلا وهو محيط بما يريد من تكوينه، فهو العالم بكل مكان، وكل حين وأوان، وكل نهاية ومدة، والأمد إلى الخلق مضروب، والحد إلى غيره منسوب، لم يخلق الأشياء من أصول أولية، ولا بأوائل كانت قبله بدية، بل خلق ما خلق فأقام خلقه، وصور ما صور فأحسن صورته، توحد في علوه، فليس لشيء منه امتناع، ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع، إجابته للداعين سريعة، والملائكة في السموات والأرضين له مطيعة، علمه بالأموات البائدين كعلمه بالأحياء المتقلبين، وعلمه بما في السموات العلى كعلمه بما في الأرض السفلى، وعلمه بكل شيء، لا تحيره الأصوات، ولا تشغله اللغات، سميع للأصوات المختلفة، بلا جوارح له مؤتلفة، مدبر بصير عالم بالأمور، حي قيوم. سبحانه كلم موسى تكليما بلا جوارح ولا أدوات، ولا شفة ولا لهوات، سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات، من زعم أن إلهنا محدود، فقد جهل الخالق المعبود، ومن ذكر أن الأماكن به تحيط، لزمته الحيرة والتخليط، بل هو المحيط بكل مكان، فإن كنت صادقا أيها المتكلف لوصف الرحمن، بخلاف التنزيل والبرهان، فصف لي جبريل وميكائيل وإسرافيل هيهات أتعجز عن صفة مخلوق مثلك، وتصف الخالق المعبود، وأنت تدرك صفة رب الهيئة والأدوات، فكيف من لم تأخذه سنة ولا نوم، له ما في الأرضين والسموات وما بينهما وهو رب العرش العظيم ". هذا حديث غريب من حديث النعمان كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلا
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا الفرج، يقول: قال علي بن أبي طالب: «ما يسرني لو مت طفلا وأدخلت الجنة ولم أكبر فأعرف ربي عز وجل»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا ضرار بن صرد، ثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي، قال: «أنصح الناس وأعلمهم بالله أشد الناس حبا وتعظيما لحرمة أهل لا إله إلا الله»
حدثنا أحمد بن السندي، ثنا الحسن بن علوية القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى العطار، ثنا إسحاق بن بشر، أخبرنا مقاتل، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، قال: " كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب إذ أتاه رجل من خزاعة فقال: يا أمير المؤمنين هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإسلام؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بني الإسلام على أربعة أركان: على الصبر واليقين والجهاد والعدل. وللصبر أربع شعب: الشوق والشفقة والزهادة والترقب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات. ولليقين أربع شعب: تبصرة الفطنة، وتأويل الحكمة، ومعرفة العبرة، واتباع السنة، فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة، ومن تأول الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة اتبع السنة، ومن اتبع السنة فكأنما كان في الأولين. وللجهاد أربع شعب: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه وأحرز دينه، ومن شنأ الفاسقين فقد غضب لله، ومن غضب لله يغضب الله له. وللعدل أربع شعب: غوص الفهم، وزهرة العلم، وشرائع الحكم، وروضة الحلم، فمن غاص الفهم فسر جمل العلم، ومن رعى زهرة العلم عرف شرائع الحكم، ومن عرف شرائع الحكم ورد روضة الحلم ، ومن ورد روضة الحلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس وهم في راحة " كذا رواه خلاس بن عمرو مرفوعا، وخالف الرواة عن علي فقال: الإسلام. ورواه الأصبع بن نباتة، عن علي مرفوعا فقال: الإيمان. ورواه الحارث، عن علي مرفوعا مختصرا. ورواه قبيصة بن جابر، عن علي من قوله. ورواه العلاء بن عبد الرحمن، عن علي من قوله
حدثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب بن المهرجان، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، وغيره، قال: " قيل لعلي: ألا نحرسك؟ فقال: «حرس امرأ أجله»
وثيق عباراته ودقيق إشاراته قال أبو نعيم: ومما حفظ عنه من وثيق العبارات، ودقيق الإشارات :
حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي، وإبراهيم بن إسحاق، قالا: ثنا أبو بكر بن خزيمة، ثنا علي بن حجر، ثنا يوسف بن زياد، عن يوسف بن أبي المشد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال علي عليه السلام: «كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل، فإنه لن يقبل عمل إلا مع التقوى، وكيف يقل عمل يتقبل؟»
حدثنا عمر بن محمد بن عبد الصمد، ثنا الحسن بن محمد بن عفير، ثنا الحسن بن علي، ثنا خلف بن تميم، ثنا عمر بن الرحال، عن العلاء بن المسيب، عن عبد خير، عن علي، قال: «ليس الخير أن يكثر، مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله»
" ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنبا فهو تدارك ذلك بتوبة، أو رجل يسارع في الخيرات ولا يقل عمل في تقوى، وكيف يقل ما يتقبل؟ "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، قال: قال علي بن أبي طالب وثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن سوار، ثنا عون بن سلام، ثنا عيسى بن مسلم الطهوي، عن ثابت بن أبي صفية، عن أبي الزغل، قال: قال علي بن أبي طالب: " احفظوا عني خمسا، فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن: لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له "
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عون بن سلام، ثنا أبو مريم، عن زبيد، عن مهاجر بن عمير، قال: قال علي بن أبي طالب: «إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى، وطول الأمل. فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة. ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة، ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل» رواه الثوري وجماعة، عن زبيد مثله، عن علي مرسلا، ولم يذكروا مهاجر بن عمير قال أبو نعيم: أفادني هذا الحديث الدارقطني عن شيخي، لم أكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا محمد بن جعفر، وعلي بن أحمد، قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن يزيد أبو هشام، ثنا المحاربي، عن مالك بن مغول، عن رجل، من جعفي، عن السدي، عن أبي أراكة، قال: " صلي علي الغداة ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح، كأن عليه كآبة، ثم قال: لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحدا يشبههم، والله إن كانوا ليصبحون شعثا غبرا صفرا، بين أعينهم مثل ركب المعزى، قد باتوا يتلون كتاب الله، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد، ثنا ابن فضيل، عن ليث، عن الحسن، عن علي، قال: «طوبى لكل عبد نؤمة، عرف الناس ولم يعرفه الناس، عرفه الله برضوان، أولئك مصابيح الهدى، يكشف الله عنهم كل فتنة مظلمة، سيدخلهم الله في رحمة منه، ليس أولئك بالمذاييع البذر، ولا الجفاة المرائين»
حدثنا أبي، ثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: «ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره»
«ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا عمي أحمد بن حبيش، ثنا المخزومي، ثنا محمد بن كثير، عن عمرو بن قيس، عن عمرو بن مرة، عن علي، قال: «كونوا ينابيع العلم، مصابيح الليل، خلق الثياب، جدد القلوب، تعرفوا به في السماء، وتذكروا به في الأرض»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا عبدة، ثنا إبراهيم بن مجاشع، عن عمرو بن عبد الله، عن أبي محمد اليماني، عن بكر بن خليفة، قال: قال علي بن أبي طالب: «أيها الناس إنكم والله لو حننتم حنين الوله العجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان، ثم خرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصاها كتبته، لكان قليلا فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه، وأتخوف عليكم من أليم عقابه، فبالله بالله بالله لو سالت عيونكم رهبة منه، ورغبة إليه، ثم عمرتم في الدنيا، ما الدنيا باقية، ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم لأنعمه العظام عليكم بهدايته إياكم للإسلام، ما كنتم تستحقون به - الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم - جنته، ولكن برحمته ترحمون، وإلى جنته يصير منكم المقسطون، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين»
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: كتب إلي أحمد بن إبراهيم بن هشام الدمشقي، ثنا أبو صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة، عن ابن حرث، عن ابن عجلان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، " أن عليا، شيع جنازة ، فلما وضعت في لحدها عج أهلها وبكوا، فقال: ما تبكون؟ أما والله لو عاينوا ما عاين ميتهم لأذهلتهم معاينتهم عن ميتهم، وإن له فيهم لعودة ثم عودة، حتى لا يبقي منهم أحدا ". ثم قام فقال: " أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال، ووقت لكم الآجال، وجعل لكم أسماعا تعي ما عناها، وأبصارا لتجلو عن غشاها، وأفئدة تفهم ما دهاها في تركيب صورها وما أعمرها، فإن الله لم يخلقكم عبثا، ولم يضرب عنكم الذكر صفحا، بل أكرمكم بالنعم السوابغ، وأرفدكم بأوفر الروافد، وأحاط بكم الإحصاء، وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء، فاتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب، وبادروا بالعمل مقطع النهمات، وهادم اللذات، فإن الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا تؤمن فجائعها، غرور حائل، وشبح فائل، وسناد مائل، يمضي مستطرفا، ويردي مستردفا، بإتعاب شهواتها، وختل تراضعها، اتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بالآيات والأثر، وازدجروا بالنذر، وانتفعوا بالمواعظ، فكأن قد علقتكم مخالب المنية، وضمكم بيت التراب، ودهمتكم مقطعات الأمور بنفخة الصور، وبعثرة القبور، وسياقة المحشر، وموقف الحساب بإحاطة قدرة الجبار، كل نفس معها سائق يسوقها لمحشرها، وشاهد يشهد عليها بعملها، {وأشرقت الأرض بنور ربها، ووضع الكتاب، وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون} [الزمر: 69]، فارتجت لذلك اليوم البلاد، ونادى المناد، وكان يوم التلاق، وكشف عن ساق، وكسفت الشمس، وحشرت الوحوش مكان مواطن الحشر، وبدت الأسرار، وهلكت الأشرار، وارتجت الأفئدة، فنزلت بأهل النار من الله سطوة مجيخة، وعقوبة منيحة، وبرزت الجحيم لها كلب ولجب، وقصيف رعد، وتغيظ ووعيد، تأجج جحيمها، وغلى حميمها، وتوقد سمومها، فلا ينفس خالدها، ولا تنقطع حسراتها، ولا يقصم كبولها، معهم ملائكة يبشرون بنزل من حميم، وتصلية جحيم، عن الله محجوبون، ولأوليائه مفارقون، وإلى النار منطلقون. عباد الله اتقوا الله تقية من كنع فخنع، ووجل فرحل، وحذر فأبصر فازدجر، فاحتث طلبا، ونجا هربا، وقدم للمعاد، واستظهر بالزاد، وكفى بالله منتقما وبصيرا، وكفى بالكتاب خصما وحجيجا، وكفى بالجنة ثوابا، وكفى بالنار وبالا وعقابا، وأستغفر الله لي ولكم "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد العزيز بن الخطاب، ثنا سهل بن شعيب، عن أبي علي الصيقل، عن عبد الأعلى، عن نوف البكالي، قال: رأيت علي بن أبي طالب خرج فنظر إلى النجوم، فقال: " يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق يا أمير المؤمنين، فقال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن والدعاء دثارا وشعارا، قرضوا الدنيا على منهاج المسيح عليه السلام. يا نوف إن الله تعالى أوحى إلى عيسى أن مر بني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأيد نقية، فإني لا أستجيب لأحد منهم، ولأحد من خلقي عنده مظلمة "
" يا نوف لا تكن شاعرا، ولا عريفا، ولا شرطيا، ولا جابيا، ولا عشارا، فإن داود عليه السلام قام في ساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو عبد إلا استجيب له فيها، إلا أن يكون عريفا أو شرطيا أو جابيا أو عشارا أو صاحب عرطبة، وهو الطنبور، أو صاحب كوبة، وهو الطبل "
وصيته لكميل بن زياد :
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا موسى بن إسحاق، وثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، وثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ، ثنا محمد بن الحسين الخثعمي، ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قالا: ثنا عاصم بن حميد الخياط، ثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد، قال: " أخذ علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال: " يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها، واحفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق. العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان بها، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال تزول بزواله. مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه إن ههنا - وأشار بيده إلى صدره - علما لو أصبت له حملة، بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه، يقتدح الشك في قلبه، بأول عارض من شبهة، لا ذا ولا ذاك، أو منهوم باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والادخار، وليسا من دعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأنسوا مما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى، أولئك خلفاء الله في بلاده، ودعاته إلى دينه. هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم "
زهده وتعبده :
قال الشيخ رحمه الله: ذكر بعض ما نقل عنه من التقلل والتزهد، واشتهر به من الترهب والتعبد. قيل: «إن التصوف السلو عن الأعراض، بالسمو إلى الأغراض»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وهب بن إسماعيل، ثنا محمد بن قيس، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن أبي طالب، قال: " جاءه ابن النباج فقال: يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، فقال: الله أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال: " هذا جناي وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه يا ابن النباج: علي بأشباع الكوفة " قال: فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين وهو يقول: «يا صفراء ويا بيضاء غري غيري، ها وها» حتى ما بقي منه دينار ولا درهم، ثم أمره بنضحه، وصلي فيه ركعتين "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا عمر، ثنا ابن نمير، ثنا أبو حيان التيمي، عن مجمع التيمي، قال: «كان علي يكنس بيت المال ويصلي فيه يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا مسدد، وثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، قالا: ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه، " أن علي بن أبي طالب، خطب الناس فقال: والله الذي لا إله إلا هو، ما رزأت من فيئكم إلا هذه، وأخرج قارورة من كم قميصه فقال: أهداها إلي مولاي دهقان "
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني سفيان بن وكيع، ثنا أبو غسان، عن أبي داود المكفوف، عن عبد الله بن شريك، عن جده، عن علي بن أبي طالب، " أنه أتي بفالوذج فوضع قدامه بين يديه، فقال: إنك طيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم، لكن أكره أن أعود نفسي ما لم تعتده "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا هناد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عمرو بن قيس الملائي، عن علي بن ثابت، أن عليا، «أتي بفالوذج فلم يأكل»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الصمد، ثنا عمران وهو القطان، عن زياد بن مليح، أن عليا، " أتي بشيء من خبيص فوضعه بين أيديهم، فجعلوا يأكلون، فقال علي: إن الإسلام ليس [ص:82] ببكر ضال، ولكن قريش رأت هذا فتناجزت عليه "
حدثنا الحسن بن علي الوراق، ثنا محمد بن أحمد بن عيسى، ثنا عمرو بن تميم، ثنا أبو نعيم، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، قال: سمعت عبد الملك بن عمير، يقول: حدثني رجل، من ثقيف، " أن عليا، استعمله على عكبرا، قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلون، وقال لي: إذا كان عند الظهر فرح إلي، فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني عنه دونه، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء، فدعا بطينة، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتى يخرج إلي جوهرا، ولا أدري ما فيها، فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني، فلم أصبر فقلت: يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك؟ قال: أما والله ما أختم عليه بخلا عليه، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره، وإنما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر، ثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن الأعمش، قال: «كان علي يغدي ويعشي ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة»
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن أبي الحسن الصوفي، ثنا يحيى بن يوسف الرقي، ثنا عباد بن العوام، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق، وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال، وأنت تصنع بنفسك ما تصنع، فقال: " والله ما أرزأكم من مالكم شيئا، وإنها لقيطفتي التي خرجت بها من منزلي، أو قال: من المدينة "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن حكيم، وثنا محمد بن علي، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، قالا: ثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب، قال: قدم على علي وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له: الجعد بن نعجة، فعاتب عليا في لبوسه، فقال علي: «ما لك ولبوسي، إن لبوسي أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو عبد الله السلمي، ثنا إبراهيم بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، قال: " قيل لعلي: يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك؟ قال: «يخشع القلب، ويقتدي به المؤمن»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن مطيع، ثنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي سعيد الأزدي، وكان، إماما من أئمة الأزد، قال: رأيت عليا أتى السوق وقال: «من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم؟» فقال رجل: عندي، فجاء به فأعجبه، قال: «لعله خير من ذلك»، قال: لا ذاك ثمنه، قال: فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه فأعطاه، فلبسه فإذا هو بفضل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه "
حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا موسى بن عيسى، ثنا أحمد بن محمد القمي، ثنا بشر بن إبراهيم، ثنا مالك بن مغول، وشريك، عن علي بن الأرقم، عن أبيه، قال: رأيت عليا وهو يبيع سيفا له في السوق، ويقول: «من يشتري مني هذا السيف؟ فوالذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته» حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن حمويه الأهوازي، ثنا الحسن بن سنان الحنظلي، ثنا سليمان بن الحكم، عن شريك بن عبد الله، عن علي بن الأرقم، عن أبيه، قال: رأيت عليا، فذكر نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني زكريا بن يحيى الكسائي، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن مجمع التيمي، عن يزيد بن محجن، قال: كنت مع علي وهو بالرحبة، فدعى بسيف فسله فقال: من يشتري سيفي هذا؟ فوالله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، قالا: ثنا أبو حيان التيمي، عن مجمع التيمي، عن أبي رجاء، قال: رأيت علي بن أبي طالب " خرج بسيف يبيعه فقال: من يشتري مني هذا؟ لو كان عندي ثمن إزار لم أبعه " فقلت: يا أمير المؤمنين أنا أبيعك وأنسئك إلى العطاء " زاد أبو أسامة: فلما خرج عطاؤه أعطاني
حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني، ثنا الحسين بن عبد الله الرقي، ثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن خالد البصري، ثنا الحسن بن زكريا الثقفي، عن عنبسة النحوي، قال: " شهدت الحسن بن أبي الحسن، وأتاه رجل من بني ناجية فقال: يا أبا سعيد بلغنا أنك تقول: لو كان علي يأكل من حشف المدينة لكان خيرا له مما صنع؟ فقال الحسن: يا ابن أخي كلمة باطل حقنت بها دما، والله لقد فقدوه سهما من مرائر طيب، والله ليس بسروقة لمال الله، ولا بنؤمة عن أمر الله، أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله، أحل حلاله وحرم حرامه، حتى أورده ذلك على حياض غدقة، ورياض مونقة، ذلك علي بن أبي طالب يا لكع "
وصفه في مجلس معاوية :
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا العباس، عن بكار الضبي، ثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، قال: " دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية، فقال له: صف لي عليا، فقال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين، قال: لا أعفيك، قال: " أما إذ لا بد، فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، وكان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، يميل في محرابه قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا - يتضرع إليه - ثم يقول للدنيا: إلي تغررت، إلي تشوفت، هيهات هيهات، غري غيري، قد بتتك ثلاثا، فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير، آه آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق ". فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء. فقال: كذا كان أبو الحسن رحمه الله، كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: «وجد من ذبح واحدها في حجرها، لا ترقأ دمعتها، ولا يسكن حزنها. ثم قام فخرج»
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، ثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، ثنا أبي، ثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي، عن أبيه الحسين بن علي، عليهم السلام، عن علي، قال: أشد الأعمال ثلاثة: «إعطاء الحق من نفسك، وذكر الله على كل حال، ومواساة الأخ في المال»
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، ثنا علي بن أبي قربة، ثنا نصر بن مزاحم، ثنا أبي، ثنا عمرو، يعني ابن شمر، عن محمد بن سوقة، عن عبد الواحد الدمشقي، قال: " نادى حوشب الخيري عليا يوم صفين فقال: انصرف عنا يا ابن أبي طالب، فإنا ننشدك الله في دمائنا ودمك، نخلي بينك وبين عراقك، وتخلي بيننا وبين شامنا، وتحقن دماء المسلمين، فقال علي: هيهات يا ابن أم ظليم والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت، ولكان أهون علي في المؤونة، ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالإدهان والسكوت والله يعصى "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب، قال: سمعت عليا، يقول: «لقد رأيتني أربط الحجر على بطني من شدة الجوع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألف دينار»
حدثنا أحمد بن علي بن محمد المرهبي، ثنا سلمة بن إبراهيم، ثنا إسماعيل الحضرمي الكهيلي، ثنا أبي علي، عن أبيه، عن جده، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد، قال: شيعة علي الحلماء، العلماء، الذبل الشفاه، الأخيار الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة "
حدثنا محمد بن عمرو بن سلم، ثنا علي بن العباس البجلي، ثنا بكار بن أحمد، عن حسن بن الحسين، عن محمد بن عيسى بن زيد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، قال: «شيعنا الذبل الشفاه، والإمام منا من دعا إلى طاعة الله»
حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا بشر بن مهران، ثنا شريك، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها: كوني، فكانت، فليتول علي بن أبي طالب من بعدي " رواه شريك أيضا عن الأعمش، عن، حبيب بن أبي ثابت، عن، أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم. ورواه السدي عن زيد بن أرقم. ورواه ابن عباس، وهو غريب
حدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم، ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى، أخو محمد بن عمران، ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي، عن ابن أبي رواد، عن إسماعيل بن أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما. وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، للقاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي» قال أبو نعيم: فالمحققون بموالاة العترة الطيبة هم الذبل الشفاه، المفترشو الجباه، الأذلاء في نفوسهم، الفناة المفارقون لموثري الدنيا من الطغاة، هم الذين خلعوا الراحات، وزهدوا في لذيذ الشهوات، وأنواع الأطعمة وألوان الأشربة، فدرجوا على مناهج المرسلين، والأولياء من الصديقين، ورفضوا الزائل الفاني، ورغبوا في الزائد الباقي، في جوار المنعم المفضال، ومولى الأيادي والنوال .