التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: الإمام الفقيه الصائم المهزول، إمام أهل الشام أبو عبد الله مكحول».
مناقبه ومروياته:
روي عن مغيرة بن زياد عن مكحول، قال: من لم ينفعه علمه ضره جهله، اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه.
وروي عن مروان بن محمد، حدثني عبد ربه بن صالح، قال: دخل على مكحول في مرضه الذي مات فيه، فقيل له: أحسن الله عافيتك أبا عبد الله، فقال: الإلحاق بمن يرجى عفوه خير من البقاء مع من لا يؤمن شره، وزاد غيره : شياطين الإنس وإبليس وجنوده.
وروي عن أبي عبد رب يقول لمكحول يا أبا عبد الله أتحب الجنة؟ قال: ومن لا يحب الجنة، قال: فأحب الموت، فإنك لن ترى الجنة حتى تموت.
وروي عن سفيان قال كتب ابن منبه إلى مكحول إنك امرؤ قد أصبت بما ظهر من علم الإسلام شرفًا، فاطلب بما بطن من علم الإسلام محبة وزلفى.
وروي عن علي بن حوشب، قال: سمعت مكحولا يقول: قدمت هذه – يعني: دمشق - وما أنا بشيء من العلم أراه، قال أعلم مني بكذا ، فأمسك أهلها عن مسألتي حتى ذهب.
وروي عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين قال : لما أكثر الناس على مكحول في القدر، قلت: لأسألنه عن شيء، قلت: ما تقول في رجل عنده جارية وعليه دين ولا مال له غيرها، أترى له أن يعزل عنها؟ قال: لا يفعل. لا يفعل، فإن الله تعالى لم يخلق نفسا إلا وهي كائنة، فلا عليه أن لا يفعل.
وروي عن محمد بن راشد عن مكحول أنه عاد حكيم بن حزام بن حكيم، فقال: أتراك مرابطا العام؟ قال: كيف تسألني هذا وأنا على ذي الحال، قال: وما عليك أن تنوي ذاك، فإن شفاك الله مضيت لوجهك، وإن حال بينك وبينه أجل كتب لك نيتك.
وروي عن محمد بن مهاجر عن بركة الأزدي، قال: وضأت محكولا فأتيته بالمنديل، فأبى أن يمسح به وجهه ومسح وجهه بطرف ثوبه، فقال: الوضوء بركة، وأنا أحب أن لا تعدو ثوبي.
وروي عن العلاء بن زيد، ثنا أبي عن الزهري، قال: العلماء أربعة سعيد بن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بن أبي الحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.
وروي عن النعمان بن المنذر عن مكحول، قال: اجتمعت أنا والزهري؛ فتذاكرنا التيمم، فقال الزهري : المسح إلى الآباط، فقلت: عن من أخذت هذا؟ قال: عن كتاب الله، إن الله تعالى يقول: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] فهي يد كلها قلت: فإن الله تعالى يقول: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ [المائدة: ۳۸] فمن أين تقطع اليد؟! قال: فخصمته.
وروي عن معقل بن عبيد الله الجزري عن مكحول، قال أتاه ،رجل، فقال: يا أبا عبد الله قوله عز وجل: ﴿عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُكُم مِّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]، قال: يا ابن أخي لم يأت تأويل هذه بعد، إذا هاب الواعظ وأنكر الموعوظ، فعليك حينئذ نفسك، لا يضرك من ضل إذا اهتديت، يا أخي الآن نعظ ويسمع منا.
وروي عن ابن جابر عن مكحول، قال: لا يؤخذ العلم إلا عن من شهد له بالطلب.
وروي عن الأوزاعي عن مكحول، قال: لئن تضرب عنقى أحب إلى من أن ألى القضاء، ولئن ألى القضاء أحب إلى من بيت المال.
وروي عن إسماعيل بن عياش، حدثني تميم بن عطية العنسي، قال: كثيرًا ما كنت أسمع مكحولا يقول: نادانم.. بالفارسية: لا أدري.
وروي عن أبي المهاجر عن مكحول، قال: أرق الناس قلوبًا أقلهم ذنوبًا.
وروي عن عبد الوهاب الثقفي عن برد عن مكحول : أنه كان يصوم يوم الاثنين والخميس، وكان يقول: ولد رسول الله ﷺ يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، وتُوفي يوم الاثنين، وتُرفع أعمال بني آدم يوم الاثنين والخميس.
وروي عن أبي عبد الله الشامي عن مكحول، قال: من أحيى ليلة في ذكر الله أصبح كيوم ولدته أمه.
وروي عن عمر بن عبد الواحد، قال: سمعت الأوزاعي يُحدِّث عن مكحول، قال: من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت له ذنوبه ولو كان فارا من الزحف.
الرئيسة