التعريف به:
هو أحد سادات التابعين الكرام قال عنه أبو نعيم: «ومنهم: المرغب في المحاسن والمعالي نوف بن أبي فضالة البكالي، كان للكتب قارئًا، وإلى المحامد داعيًا، وعن المحاذر ناهيا وقيل: إن التصوف الدعاء إلى الارتفاع، والايماء إلى الارتداع».
مناقبه ومروياته:
روي عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، حدثني نوف البكالي، قال: كان عمرو البكالي إذا افتتح عظة، قال: ألا تحمدون ربكم الذي حضر غيبتكم، وأخذ سهمكم، وجعل وفادة القوم لكم، وذلك أن موسى الا وفد ببني إسرائيل، فقال الله لهم: إني قد جعلت لكم الأرض مسجدًا حيث ما صليتم منها تقبلت صلاتكم إلا في ثلاثة مواطن، فإنه من صلى فيهن لم أقبل صلاته: المقبرة، والحمام والمرحاض قالوا لا إلا في كنيسة، قال: وجعلت لكم التراب طهورًا إذا لم تجدوا الماء، قالوا: لا إلا بالماء، قال: وجعلت لكم حيث ما صلى الرجل وكان وحده تقبلت صلاته، قالوا: لا، إلا في جماعة.
وروي عن يحيى بن أبي كثير عن نوف البكالي، قال: انطلق موسى علي بوفادة بني إسرائيل، فناجاه ربه، فقال: إني أبسط لكم الأرض طهورًا ومسجدًا، تُصلُّون حيث أدركتكم الصلاة إلا في حمام أو مرحاض أو عند قبر، وأجعل السكينة في قلوبكم، وإني أنزل عليكم التوراة تقرأونها على ظهر ألسنتكم رجالكم ونساؤكم وصبيانكم قالوا: لا نصلي إلا في كنيسة، ولا نجعل السكينة في قلوبنا، نجعل لها تابوتاً نحمل فيه، ولا نقرأ كتابنا إلا نظرًا، قال الله تعالى: ﴿فَسَأَكْتُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الرِّكَوةَ وَالَّذِينَ هُم بِقَايَتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبي﴾ إلى قوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٦ - ١٥٨]، قال موسى ع : يا رب اجعلني نبيهم، قال: إن نبيهم منهم، قال: يا رب أخّرني حتى تجعلني منهم، قال: إنك لن تدركهم، قال موسى يا رب جئت بوفادة بني إسرائيل، فكانت الوفادة لغيرهم، قال الله تعالى: ﴿وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٩] فكان نوف البكالي يقول: احمدوا ربكم الذي شهد غيبتكم ، وأخذ بسهمكم وجعل وفادة بني إسرائيل لكم.
وروي عن سفيان الثوري عن نسر بن ذعلوق، قال: سمعت نوفا يقول في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا﴾ [الحاقة: ۳۲]، قال: الذراع سبعون باعا، الباع ما بينك وبين مكة، قال: هذا وهو بالكوفة.
وروي عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن القرظي عن نوف البكالي، وكان يقرأ الكتب، قال: إني لأجد أناسًا من هذه الأمة في كتاب الله المنزل: قوما يحتالون للدنيا بالدين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أَمَرُّ من الصبر، يلبسون للناس مسوك الضأن، وقلوبهم قلوب الذئب، يقول الرب تعالى فعليَّ تجترون وبي تغترون، حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيها حيران، قال القرظي تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا﴾ [البقرة: ٢٠٤] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفِ﴾ [الحج: ١١].
وروي عن أبي عمران الجوني عن نوف البكالى قال: أوحى الله إلى الجبال إني نازل على جبل منكم، فشمخت الجبال كلها إلا جبل الطور فإنه تواضع، وقال: أرضى بما قسم الله لي، قال: فكان الأمر عليه.
وروي عن عامر الأحول عن عبد الملك بن عامر عن نوف، قال: قال إبراهيم : يا رب إنه ليس في الأرض أحد يعبدك غيري قال: فأنزل الله تعالى ثلاثة آلاف ملك، فأمهم ثلاثة أيام.
وروي عن نوف: أن موسى عليه السلام لما نودي، قال: ومن أنت الذي تناديني؟ قال: أنا ربك الأعلى.
وروي عن عبد الرحيم ابن سليمان قالا: ثنا إسرائيل عن سماك عن نوف الشامي، قال: مكث موسى عليا في آل فرعون بعدما غلب السحرة أربعين عاما - وقال منجاب عشرين سنة- يريهم الآيات الجراد والقمل والضفادع.
الرئيسة