الحارث بن أسد المحاسبي ؛المشاهد المراقبي والمساعد المصاحبي كان لألوان الحق مشاهدا ومراقبا ولآثار الرسول عليه السلام مساعدا ومصاحبا، تصانيفه مدونة مسطورة وأقواله مبوبة مشهورة وأحواله مصححة مذكورة كان في علم الأصول راسخا وراجحا وعن الخوض، في الفضول جافيا وجانحا وللمخالفين الزائغين قامعا وناطحا وللمريدين والمنيبين قابلا وناصحا. و كنيته أبو عبد الله. من علماء مشايخ القوم بعلوم الظاهر، وعلوم المعاملات والإشارات. له التصانيف المشهورة؛ منها: " كتاب الرعاية لحقوق الله " ، وغيره. وهو أستاذ أكثر البغداديين؛ وهو من أهل البصرة. مات ببغداد، سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
و أسند الحديث:
1 - حدثنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا أحمد بن القاسم أخو أبي الليث؛ حدثنا الحارث بن أسد العنزي المحاسبي؛ حدثنا يزيد بن هرون؛ حدثنا شعبة؛ عن القاسم بن أبي بزة؛ عن عطاء الكيخاراني؛ عن أم الدرداء؛ عن أبي الدرداء؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أثقل ما يوضع في الميزان حسن الخلق " .
2 - سمعت أبا بكر، محمد بن عبد الله، الرازي، يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي، يقول: سمعت الجنيد، يقول: سمعت الحارث المحاسبي، يقول: " المحاسبة و الموازنة في أربعة مواطن: فيما بين الأيمان و الكفر، و فيما بين الصدق و الكذب، و بين التوحيد و الشرك، و بين الإخلاص و الرياء " .
3 - قال: و قال الحارث: " من اجتهد في باطنه ورثه الله حسن معاملة ظاهره. و من حسن معاملته في ظاهره، مع جهد باطنه، ورثه الله تعالى الهداية إليه، لقوله عز و جل: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
4 - سمعت عبد الله بن علي الطوسي، يقول: سمعت الخلدي، يقول: سمعت أبا عثمان البلدي، يقول: بلغني عن حارث المحاسبي، أنه قال: " العلم يورث المخافة، و الزهد يورث الراحة، و المعرفة تورث الإنابة " .
5 - قال: و قال الحارث: " خيار هذه الأمة الذين لا تشغلهم آخرتهم عن دنياهم؛ و لا دنياهم عن آخرتهم " .
6 - قال: و قال الحارث: " الذي يبعث العبد على التوبة ترك الإصرار. و الذي يبعثه على ترك الإصرار ملازمة الخوف " .
7 - قال: و قال الحارث: " لا ينبغي أن يطلب العبد الورع بتضييع الواجب " .
8 - قال: و قال الحارث: " أكثر شغل الحكيم فيما يوجبه عليه الوقت؛ و الذي هو أولى به فيه " .
9 - قال: و قال الحارث: " صفة العبودية ألا ترى لنفسك ملكا، و تعلم أنك لا تملك لنفسك ضرا و لا نفعا " .
10 - قال: و قال الحارث: " التسليم هو الثبوت عند نزول البلاء،من غير تغير منه في الظاهر و الباطن " .
11 - قال: و سئل الحارث عن الرجاء، فقال: " الطمع في فضل الله تعالى و رحمته، و صدق حسن الظن عند نزول الموت " .
12 - قال: و قال الحارث: " الحزن على وجوه: حزن على فقد أمر يحب وجوده؛ و حزن مخافة أمر مستقبل؛ و حزن لما أحب من الظفر بأمر، فيتأخر عن مراده؛ و حزن، يتذكر من نفسه مخالفات الحق، فيحزن له " .
13 - قال: و قال الحارث: " حسن الخلق احتمال الأذى، و قلة الغضب، و بسط الوجه، و طيب الكلام " .
14 - قال: و قال الحارث: " لكل شيء جوهر، و جوهر الإنسان العقل، و جوهر العقل الصبر " .
15 - قال: و قال الحارث: " العمل بحركات القلوب، في مطالعات الغيوب، أشرف من العمل بحركات الجوارح " .
16 - قال: و قال الحارث: " من طبع على البدعة متى يشيع فيه الحق؟ " .
17 - قال: و قال الحارث: " إذا أنت لم تسمع نداء الله؛ فكيف تجيب داعي الله؟. و من استغنى بشيء، دون الله، جهل قدر الله " .
18 - قال: و قال الحارث: " الظالم نادم، و إن مدحه الناس؛ و المظلوم سالم، و إن ذمه الناس. و القانع غني، و إن جاع؛ و الحريص فقير، و غ، ملك " .
19 - قال: و قال الحارث: " من صحح باطنه بالمراقبة و الإخلاص، زين الله ظاهره بالمجاهدة و اتباع السنة " .
20 - سمعت أبا بكر، محمد بن عبد الله، الرازي، يقول: سمعت أبا عثمان يقول: " أنشد قوال، بين يدي حارث المحاسبي، هذه الأبيات: أنا في الغربة أبكي ما بكت عين غريب لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب عجبا لي، و لتركي وطنا فيه حبيبي! فقام يتواجد و يبكي، حتى رحمه كل من حضره " .
21 - قال: و سئل الحارث: " من أقهر الناس لنفسه؟ " . فقال: " الراضي بالمقدور " .
22 - قال:وقال الحارث: " الخلق كلهم معذورون في العقل، مأخوذون في الحكم " .
23 - قال: وقال الحرث: " من لم يشكر الله على النعمة، فقد استدعى زوالها "
24 - قال: وقال الحارث: " أكمل العاقلين من أقر بالععجز أنه لا يبلغ كنه معرفته " .
راجع : [طبقات الصوفية]