معروف الكرخي الملهوف إلى المعروف عن الفاني، مصروف وبالباقي مشغوف وبالتحف محفوف وللطف مألوف , الكرخي أبو محفوظ معروف ، معروف بن فيروز. ولد في كرخ بغداد، ونشأ وتوفي ببغداد.
سمعت محمد بن يعقوب الأصم، يقول: سمعت زكريا بن يحيى بن أسد، يقول: " معروف بن فيروز، أبو محفوظ الكرخي " .
و يقال: معروف بن الفيرزان.
سمعت جدي، اسماعيل بن نجيد، يقول: سمعت أبا العباس السراج، يقول: سمعت إبرهيم بن الجنيد، يقول: " معروفا الكرخي، هو معروف ابن الفيرزان " .
و يقال: معروف بن علي.
أخبرنا يوسف بن عمر الزاهد، ببغداد؛ حدثنا عبيد الله بن جعفر الصغانى؛ حدثنا عمر بن واصل، قال: قال سهل بن عبد الله: " أخبرنى محمد بن سوار، عن معروف بن على الكرخى الزاهد " وهو من جلة المشايخ وقدمائهم، والمذكورين بالورع والفتوة. كان أستاذ سرى السقطى. صحب داود الطائى. وقبره ببغداد ظاهر، يستشفي به، ويتبرك بزيارته.
سمعت أبا الحسن بن مقسم المقرىء، ببغداد، يقول: سمعت أبا على الصفار، يقول: سمعت إبرهيم بن الجزرى، يقول: " قبر معروف الترياق المجرب " .
وكان معروف أسلم على يد على بن موسى الرضا، وكان بعد إسلامه، يحجبه؛ فازدحم الشيعة يوما على باب على بن موسى، فكسروا أضلع معروف، فمات. ودفن ببغداد .
وأسند الحديث.
1 - أخبرنا أبو الحسين، على بن الحسن بن جعفر، الحافظ العطار،ببغداد؛ حدثنا أحمد بن الحسن المقرىء، ديس؛ حدثنا نصر بن داود؛ حدثنا خلف بن هشام، قال: سمعت معروفا الكرخى، يقول:(اللهم إن نواصينا بيدك، لم تملكنا منها شيئا؛ فإذ فعلت ذلك بنا، فكن أنت ولينا، وآهدنا إلى سواء السبيل). فسألته، فقال: حدثنى بكر بن خنيس قال: حدثنا سفيان الثورى؛ عن أبى الزبير؛ عن جابر؛ أن النبى ، صلى الله عليه وسلم، كان يدعو بهذا الدعاء " .
2 - أخبرنا عبد الله بن عثمان بن جعفر، قال:حدثنا أحمد بن عبد الله بن سليمان؛ حدثنا أبى، قال: قال محمد بن نصر، سمعت معروفا، يقول: " ماأكثر الصالحين، وأقل الصادقين في الصالحين! "
3 - واخبرنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا أبى؛ حدثنا يوسف بن موسى؛ أخبرنا ابن خبيق، قال:سمعت إبرهيم البكاء، يقول: سمعت معروفا الكرخى،يقول: " إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عليه باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل. وإذا أراد الله بعبد شرا، أغلق عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل "
4 - وبهذا الإسناد، سمعت معروفا - وقلت له أوصنى - يقول: توكل على الله، حتى يكون هو معلمك، ومؤنسك، وموضع شكواك. فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك " .
5 - وأخبرنا عبد الله؛ حدثنا أحم؛ حدثنا أبى؛ حدثنا هاشم بن أبى عبد الله؛ حدثنا أبو زكريا الحمال، قال: " بال معروف على الشط، ثم تيمم، فقيل له:يا أبا محفوظ! الماء منك قريب! فقال: لعلى لا أبلغه! " .
6 - سمعت أبا بكر ، محمد بن عبد الله، الرازى، يقول: سمعت أبا العباس الفرغانى، يقول: سمعت الجنيد، يقول: سمعت السرى، يقول: سمعت معروفا الكرخى، يقول: " غضوا أبصاركم، ولو عن شاة أنثى " .
7 - وبه قال معروف: " حقيقة الوفاء إفاقة السر عن رقدة الغفلات؛ وفراغ الهم عن فضول الآفات " .
8 - وبه قال معروف: " السخاء إيثار ما يحتاج إليه، عند الإعسار " .
9 - وبه قال: قال رجل امعروف: " ما شكرت معروفي؟ " . فقال: " كان معروفك من غير محتسب، فوقع عند غير شاكر " .
10 - سمعت أحمد بن محمد بن يعقوب الهروى، بقرميسين،يقول:سمعت أحمد بن عطاء، يقول:حدثنا عمر بن مخلد، قال: قال ابن أبى الورد، قال معروف الكرخي: " علامة مقت الله العبد أن تراه مشتغلا بما لا يعنيه، من أمر نفسه. "
11 - قال،قال معروف: " طلب الجنة بلا عمل،ذنب من الذنوب. وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور. وارتجاء رحمة من لا يطاع، جهل وحمق " .
12 - وقال أبو سليمان الداراني: " سألت معروفا الكرخي عن الطائعين لله تعالى، بأي شىء قدروا على الطاعة؟ " . قال: " بإخراج الدنيا من قلوبهم؛ ولو كان منها شيء في قلوبهم ما صحت لهم سجدة " .
13 - وبه قال: سئل معروف: " بم تخرج الدنيا من القلب؟ " . قال " بصفاء الود، وحسن المعاملة " .
14 - وبه قال: سئل معروف عن المحبة، فقال: " المحبة ليست من تعليم الخلق، إنما هى من مواهب الحق وفضله " .
15 - وبه قال معروف: " للفتيان علامات ثلاث: وفاء بلا خلاف، ومدح بلا جود، وعطاء بلا سؤال " .
16 - وبه قال: كلن معروف يعاتب نفسه، ويقول: " يا مسكين! كم تبكى وتندب؟! أخلص تخلص " .
17 - وبه قال: " سئل معروف: " ما علامة الأولياء؟. فقال: " ثلاثة: همومهم لله، وشغلهم فيه، وفرارهم إليه ".
18 - وبه قال، قال معروف: " ليس للعارف نعمة؛ وهو في كل نعمة " .
19 - سمعت أبا الفتح القواس الزاهد، يقول: سمعت أبا عمرو البزورى يقول: قال معروف: " قلوب الطاهرين تشرح بالتقوى، وتزهر بالبر؛ وقولب الفجار تظلم بالفجور، وتعمى بسوء النية " .
20 - وبه قال معروف: " إذا أراد الله بعبد خيرافتح عليه باب العمل، واغلق باب الفترة والكسل " .
راجع : [طبقات الصوفية]