سمنون بن حمزة (1)
وكنيته أبو الحسن ، ويقال : أبو القاسم (2)
صحب السري، وأبا أحمد القلانسي ، ومحمد بن علي القصاب وغيرهم .
قيل : إنه أنشد : [ من مخلع البسيط ]
وليس لي في سواك حظ *** فكيفما شئت فاختبرني
فأخذة الأسر من ساعته (3) ، فكان يدور على المكاتب ويقول للصبيان : ادعوا لعمكم الكذاب (4)
وقيل : بل أنشد هذه الأبيات ، فقال بعض أصحابه لبعض : سمعت البارحة وكنت بالرستاق صوت أستاذنا سمنون يدعو الله ويتضرع إليه ويسأل الشفاء ، فقال آخر : وأنا أيضاً كنت سمعت هذا البارحة وكنت بالموضع الفلاني ، فقال ثالث ورابع مثل هذا ، فأخبر سمنون وكان قد امتحن بعلة الأسر، وكان يصبر ولا يجزع ، فلما سمعهم يقولون هذا ولم يكن هو قد دعا ولا نطق بشئ من ذلك .. علم أن المقصود منه إظهار الجزع تادباً بالعبودية (5) . وستراً لحاله ، فأخذ يطوف على المكاتب ويقول : ادعوا لعمكم الكذاب .
سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت أبا العباس محمد بن الحسن البغدادي يقول : سمعت جعفراً الخلدي يقول : قال لي أبو أحمد المغازلي : كان ببغداد رجل فرق على الفقراء أربعين ألف درهم ، فقال لي سمنون : يا أبا أحمد ، أما تري ما قد أنفق هذا وما قد عملة ونحن ما نجد شيئاً !
فامضي بنا إلى موضع نصلي فيه بكل درهم أنفقه ركعة ، فمضينا إلى المدائن ، فصلينا أربعين ألف صلاة (6)
وكان سمنون ظريف الخلق ، أكثر كلامه في المحبة ، وكان كبير الشأن .
مات قبل الجنيد كما قيل (7)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المشهور ضم السين، والعمدة الرواية ، ويجوز فتحها كزيدون وحمدون، ويقال في إعرابه ما قيل في حمدون ، وقد تقدم ( ص ١٥2) تعليقاً .
(۲) ويقال : أبو بكر، ولقبه المحب كما في ( الأنساب ) للسمعاني ( 12/109 ) .
(۳) الأسر – ويجوز ضم السين ـــ احتباس البول .
(4) حكاه أبو نعيم في ( الحلية ) (10/309) .
(5) في (أ) : ( تأديا للعبودية ) بدل ( تأدباً بالعبودية ) .
(6) ورواه أبو نعيم في ( الحلية ) (10/۳۱۱) ، وعنده ( القلانسي ) بدل ( المغازلي ).
(7) وعند السلمي في ( طبقاته ) (ص 195 ) : ( مات بعد الجنيد ) .