وقد روي هذا عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وهو ترجمان القرآن. ثم نقول: إن العلماء بالأحكام أقسام:
القسم الأول: أحدها من تعلم لغير الله, وعلم لغير الله. فعلم هذا وتعليمه وبال عليه.
والثاني: من تعلم لغير الله, وعلم لله, فهذا ممن خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا. ولا أدري: هل يقوم إحسانه بإساءته أم لا؟
الثالث: من تعلم لله وعلم لغير الله. فهذا كالأول أو اشد إثمًا منه.
الرابع: من تعلم لله, وعلم لله. وهو ضربان: أحدهما: أن لا يعمل بعلمه, فهذا شقي لا يفضل على أحد من أولياء الله تعالىٰ، وان عمل بعلمه, فإن كان عالما بالله تعالى وبأحكامه فهذا من السعداء, وإن كان من أهل الأحوال العارفين بالله فهذا من أفضل العارفين, إذ حاز ما حازوه, وفضل عليهم بمعرفة الأحكام وتعليم أهل الإسلام.