ابو عبد الله محمد بن الفضل البلخي
ساكن سمرقند ، بلخي الأصل ، أخرج منها فدخل سمرقنة ومات بها رحمة الله .
صحب أحمد بن خضرويه وغيره، وكان أبو عثمان الحيري يميل إليه جدا۔
مات سنة تسع عشرة وثلاث مئة .
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت محمد بن أحمد الفراء يقول : سمعت أبا بكر بن عثمان (1) [ الحيري ] يقول : كتب أبو عثمان [ الحيري ] إلى محمد بن الفضل يسألة : ما علامة الشقاوة ؟ فقال : ثلاثة أشياء : يرزق العلم ويحرم الإخلاص ، ويرزق العمل ويحرم الإخلاص ، ويرزق صحبة الصالحين ولا يحترمهم (2)
وكان أبو عثمان الحيري يقول : ( محمد بن الفضل سمسار الرجال ) (٣)
سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت محمد بن الفضل يقول : ( الراحة في السجن من أماني النفوس ) .
سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت محمد بن الفضل يقول : ( ذهاب الإسلام من أربعة : لا يعملون بما يعلمون ، ويعملون بما لا يعلمون ، ولا يتعلمون ما لا يعلمون ، ويمنعون الناس من التعليم (4)
وبهذا الإسناد قال : ( العجب ممن يقطع المفاوز ليصل إلى بيته ويرى آثار النبوة (5) ، كيف لا يقطع نفسه وهواه ليصل إلى قلبه فيرى آثار ربه عز وجل ؟!) (6)
وقال : ( إذا رأيت المريد يستزيد من الدنيا .. فذلك من علامات إدباره ) (7)
وسئل عن الزهد ، فقال : النظر إلى الدنيا بعين النقص ، والإعراض عنها تعززاً وتظرفاً وتشرفا (8)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ ، لعل الصواب ( سمعت أبا بكر بن أبي عثمان ) ، كما تقدم ذكر ابنه ( ص 158 ) ، و سیأتی (ص 634) .
(2) كذا ( يحترمهم ) مصححا في (أ)، وفي سائر النسخ الأصول : ( يحترم لهم ).
(۳) أي : يعرف رتبهم في الدين . ( إحكام الدلالة ) ( 1/155 ) .
(4) رواه السلمي في ( طبقاته ) (ص 214) ، وأبو نعيم في ( الحلية ) (10/232) .
(5) أراد بيته سبحانه ؛ بنحو الحج والعمرة والزيارة.
(6) رواه السلمي في ( طبقاته ) (ص 214) ، وأبو نعيم في ( الحلية ) (10/232) .
(7) رواه السلمي في ( طبقاته ) (ص 216) .
(8) رواه السلمي في ( طبقاته ) (ص 216) ، وتمامه : ( فمن استحسن من الدنيا شيئاً ..فقد نبه عن قدرها ) ، والزهد فيها تعززا لأنها دنية ، وتظرفا وتشرفا لأنها قذرة ، كما يفهم من كلام العلامة العروسي في ( تاج الأفكار ) (1/156)