* السيدة آمنة بنت موسى الكاظم.
* السيدة آمنة بنت عبد الله بن الحسين.
* القارئتان الأختان (ثناء وسناء).
من صاحبات الأسماء المتماثلة فيما نذكر من شهيرات أهل البيت بالقاهرة:
أولًا: الآمنتان
1- السيدة آمنة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق: أخت علي الرضا أبو رقية، وقبرها قرب قبر عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر الجهني، الصحابيين بقرافة قريش شرقي قبر الإمام الشافعي، ولا يكاد يُعرف الآن.
2- السيدة آمنة بنت عبد الله بن الحسن بن عبد الله: من ذُرِيَّةِ القاسم القرشي، ومدفنها في حوش طباطبا، بقرافة الإمام الليث قريبًا من مشهد الشقيقين الشريفين (الحسن والمحسَّن) ابنا القاسم بن جعفر الصادق رضي الله عنهم جميعًا.
وهذه المقابر كلها لا يكاد يعرفها الآن إلا المتخصصون، فهي في طريق الاندثار، إلا أن يتداركها الله؛ فهو على كل شيء قدير.
ثانيًا: القارئتان
الأختان الشريفتان (ثناء وسناء): من أحفاد الإمام جعفر الصادق، كانتا تقرآن القرآن في فراغهما، تقرأ إحداهما جزءًا من الختمة الشريفة وتستمع إليها الأخرى، حتى إذا انتهت هذه بدأت الثانية، فواصلت القراءة واستمعت إليها أختها... وهكذا، فلما ماتت إحداهما جعلت الأخرى تقرأ ختمتها عند قبرها أو رأسها، قالوا: حتى إذا أتمتها ماتت أيضًا ودفنت مع أختها.
وقبرهما في الحوش المعروف الآن بــ (سيدي ريحان) بصحراء السيوطي تجاه قبة (سودون العجمي) بسفح المقطم، جنوب شرقي مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها، وفيه بركة كبرى ودعاء مستجاب.
ثالثًا: الرءوس الثلاثة المباركة
وقد شرَّف الله مصر بأن جعلها مقرًّا لثلاثة من الرءوس الشريفة، للكبار من سادة أهل البيت، وهي حسب تواريخ دخولها مصر:
أولها: رأس الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، وإليه ينسب المذهب الزيدي باليمن، وجثته مُثِّل بها، ولا يعرف للجثة مدفن على التحقيق، ومشهد رأسه هو المعروف باسم أبيه (سيدي علي زين العابدين) في الحي المعروف باسمه خلف حي السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة.
أمَّا سيدي علي زين العابدين نفسه، فالمشهور أنَّه لم يدفن بمصر، بل بالمدينة المنورة، ولا شك أنَّ في هذا المشهد بمصر بركة الولد والوالد بفضل الله تعالى.
ثانيها: رأس سيدي إبراهيم الجواد بن عبد الله المحض، الملقب بالكامل أيضًا، ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي، وهو أخو محمد الملقب بـ (النفس الزكية)، قتله المنصور عام 145هـ، وطافوا برأسه حتى وصلوا به إلى مصر، فنصبوه في الجامع العتيق (جامع عمرو بن العاص) في ذي الحجة سنة 145هـ، فسرقه المصريون، ودفنوه خارج القاهرة في ذلك الوقت (أطراف القاهرة الآن)، وقد أقيمت زاوية صغيرة على المشهد الذي دفنت فيه الرأس، تحولت الآن إلى مسجد باقٍ بالمطرية حتى الآن، يسمى بجامع السيد إبراهيم، ويطلق عليه خطأ (جامع إبراهيم الدسوقي)، وجامع (إبراهيم بن زيد)، وكان يُسَمَّى عند العامة فيما مضى (مسجد التبرير)، وهو خطأ كما ذكر السَّخَاوِي وغيره، والصواب: (مسجد تبر)، وتبر أحد كبار الأمراء في حكومة (كافور الإخشيدي)، وهو الذي بنى هذا المسجد.
وذكر المقريزي في «خططه»: أن مسجد (تبر) خارج القاهرة، عُرِف قديمًا بالبئر والجميزة، والبئر والجميزة كانتا بجوار المسجد، ويقال: إن عيسى — اغتسل من هذه البئر، حينما جاء مع أمه طفلًا إلى مصر؛ هربًا من الروم.
وتسميه العامة خطأ أيضًا بمسجد التبن، والمسجد القريب من المطرية، وتعرف منطقته بمنطقة (السواح) حاليًا.
ويعاني المسجد الآن من الإهمال، واليوم الوحيد الذي يزدحم فيه الناس هو يوم الاحتفال بمولده في نهاية شهر رجب من كل عام، حيث تقام به حلقة ذكر، ويقدم الطعام للفقراء، وقد قام بعض التجار مؤخرًا بعمل قاعدة للضريح، وبناء مقصورة من (الألوميتال) بعد أن وصل المكان إلى حال سيئ، وبعض أهل الخير يمولون عملية لترميم (واجهة المسجد)، وإعادة بناء دار مناسبات، ومُصَلَّى للسيدات في مبنى جديد ملاصق للضريح.
وجدير بالذكر أنَّ الإمام أبا حنيفة النعمان رضى الله عنه قد أيَّد إبراهيم في ثورته هذه على المنصور، كما قام الإمام مالك بتأييد أخيه محمد الملقب بــ (النفس الزكية)، ولا يعرف لجثة إبراهيم بن عبد الله المحض مكان محقَّق رضى الله عنه، وفي مشهده نور وبركة ومدد.
ثالثها: رأس الإمام الحسين رضى الله عنه، وجثته في كربلاء بالعراق، ورأسه في حرم مشهده الأشهر بالقاهرة على التحقيق التاريخي والروحاني الأكيد عند أصدق المؤرخين، ولا عبرة أبدًا بأقوال المنكرين. [راجع ما كتبناه في أول هذا الكتاب].
أمَّا المشهد المنسوب إلى الإمام الحسين بعسقلان بالشام، فهو الذي كان به الرأس قبل نقله إلى مصر، وأمَّا المشهد المنسوب إليه أيضًا بسوريا، فهو من المنازل التي أنزلوا الرأس بها، وهي تطوف البلاد، وهكذا بنيت على هذه المنازل عدة مساجد باسم الإمام الحسين؛ فهي من المساجد التَّذْكَارِيَّةِ، التي تقام بأسماء الأولياء تبركًا أو لسبب آخر غير دفنهم بها.
رأس محمد بن أبي بكر:
ونذكر بهذه المناسبة رأس محمد بن أبي بكر الصديق؛ فإنه في القاهرة بلا خلاف، والترجيح أنه بمشهده المعروف بشارع باب الوداع بمصر القديمة، وتنسب إليه عدة مشاهد أخرى بالقاهرة، لعلها الأماكن التي كان يُخْفَى فيها الرأس حتى ينقل من مكان إلى مكان، وما ينسب إليه من المشاهد بالأقاليم، فلعلها لغيره من الصالحين المتشابهين معه في الاسم، أو كانت كذلك من أمكنة إخفاء الرأس، أو للتبرك بالاسم أو للذكرى، كالمشهد المنسوب إليه بمنطقة (حيضان الموصلي) بحي الباطنية خلف الأزهر، ومشهد (ميت دمسيس) بالدقهلية، رحمه الله وغفر لنا وله ولمن كانوا معه أو كانوا عليه.
رابعًا: مرقد السيدة عائشة بنت جعفر بالقاهرة:
ولما لم يبقَ من شهيرات أهل البيت بمصر من لم نُشِر إليه -فيما نظن- إلا عائشة؛ لانفرادها في القاهرة باسمها؛ فقد تعين علينا أن نقرر أنَّها السيدة عائشة بنت جعفر الصادق أخت يحيى المؤتمن زوج السيدة نفيسة، وأمير المدينة المنورة رضى الله عنه، وأخت الإمام موسى الكاظم، متفق على دخولها مصر مع إدريس بن عبد الله المحض، بعد موقعة (فخ) التي استشهد بها جماعة من أهل البيت بالعراق.
وكانت عائشة رضي الله عنها زوجًا لأمير المدينة أيضًا، عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وتوفيت بمصر عام 145هـ، كما جاء في «مشاهد الصفا»، و«تحفة الاحباب»، وقد أكَّد أحمد زكي باشا وجودها في مقرها هذا بمصر، ولا التفات إلى من يقول: إنَّها جاءت إلى مصر طفلة وتوفيت وهي طفلة، فهذا جهل كبير وخلط وتغرير، أو حقد سلفي مغير.
ومشهدها معروف بميدان القلعة في طريق الإمام الشافعي، وكانت كبقية العترة عابدة مجاهدة من أهل الله، يؤثَر عنها من الكرامات والمناقب شيء كبير، وقبرها مقصود يُدْعَى الله تعالى فيه، ويتوسل بها إليه، جَدَّدَهُ عبد الرحمن كَتْخُدَا بعد تجديد صلاح الدين له، ثم جددته الدولة في عصرنا تجديدًا شاملًا رائعًا، ونقلت له أحجار مسجد (أولاد عنان)، الذي بني مكانه الآن (مسجد الفتح) بميدان محطة مصر المشهور بـ (ميدان رمسيس).
كما نقلت الدولة إلى مسجدها الجديد المقصورة النحاسية التي كانت على قبر السيدة زينب بنت علي قبل إهداء المقصورة الفضية الموجودة الآن على قبرها من طائفة (البهرة) أحفاد الفاطميين بالهند، فأصبح المسجد والمرقد عظيمَيْنِ لائقين بمقامها الشريف، فهي ابنة أمير وأخت أمير وزوج أمير رضي الله عنها.