قال الله تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾، ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾([1]).
وقال تعالى: ﴿فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾([2]).
وقال تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾([3]).
وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾([4]).
وقال تعالى: ﴿وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾([5]).
وقال تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ﴾([6]) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خف الله كأنك تراه»، قال ذلك لابن عباسرضى الله عنه.
فالذي يهيج الخوف حتى يسكن القلب، هو: دوام المراقبة لله عز وجل، في السر والعلانية؛ وذلك لعلمك بأن الله تعالى، يراك ولا يخفى عليه شيء من حركاتك ظاهرًا وباطنًا.
فعند ذلك يجل مقامه عليك في كل حركة ظاهرة وباطنة، وتحذر أن يرى بقلبك شيئًا مما لا يحبه ولا يرضاه بالوقوف منك على همك، إذا كان يعلم ما في نفسك.
فمن ألزم قلبه في الحركات كلها أن الله تعالى يراه؛ رجع عن كل ما يكره بعون الله، فطهر قلبه واستنار، وسكنه الخوف، ودام حذره من الله، فكان مشفقًا في جميع الأحوال، وعظم أمر الله تعالى في قلبه([7])، فلم تأخذه في الله لومة لائم، وقل وصغر من دون الله في عينه ممن ضيع أمر الله.
وذكر الخوف يطول، وهذه الأصول التي من استعملها تؤديه إلى الحقائق فهذا ظاهر الخوف وما بقي من صفته أكثر.