وأورده القطب القسطلاني في كتابه، وقال: يحتمل أن يريد بقوله: «طلب الحق» اللّٰه سبحانه وتعالىٰ، فإنه هو الحق المطلق، ويطلق على غيره بلواحق وقيود. وبـ «الغربة»: البعد عن حظوظ النفس وشهواتها، ويحتمل أن يريد ما هو ثابت وطلبه مشروع من الأعمال المقربة، وبـ «الغربة» القلة وعزة الوجود لعدم المساعدة على حصول المقصود، كما في الحديث الآخر: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَىٰ لِلْغُرَبَاءِ»([1]).
وأورد القطب أيضًا قول عيسىٰ -عليه السلام-: «الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ: عَالِمٌ بِاللّٰهِ وَبِأَمْرِ اللّٰهِ، وَعَالِمٌ بِاللّٰهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللّٰهِ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللّٰهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللّٰهِ».
وأورد عن سُفْيَان الثوري([2]) قال: «الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ: عَالِمٌ بِاللّٰهِ يَخْشَىٰ اللّٰهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللّٰهِ، وَعَالِمٌ بِاللّٰهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللّٰهِ يَخْشَىٰ اللّٰهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللّٰهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللّٰهِ لاَ يَخْشَىٰ اللّٰهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ».