[كلام المؤلف في متصوفة وقته]
وأقول: إذا اعتبرت من يدعي التصوف من أهل العصر لم تجده يخرج عن بعض هذه الفرق إلا أفرادًا معدودة, فإنك ترى الواحد منهم يدعي أنه بلغ في التصوف الغاية, فإذا جالسته وحدثته أول ما يشكو لك ضيق رزقه. فهذا أول سخطه على الله, وأول جهله بالله. أما السخط فلأنه لو رضي بما رزقه الله وقسمه له لم يشك, إذ الراضي لا يشكو. وأما الجاهل فإنه شكا إلى عاجز ليس بيده إزالة الشكوى, فلو عرف الله لعلم أن الأمور كلها بيده, ليس بيد غيره شيء منها. وربما توسم في الذي يشكو له أنه من جهة الملك أو بعض الأمراء فتخيل له نفسه أن الشكوى له تفيد أنه يرفع حاله إلى ذلك الكبير ليمده بشيء, وهذا أشد جهلا, حيث فاوت بين الخلق. فلو عرف الله لعلم أن الخلق كلهم سواء في عدم القدرة. وإنما الله هو المجري للأرزاق على يد من يشاء كيف يشاء.
فإن قال بجهله: فأين الأسباب؟ وقد حض الشرع على الأسباب. قلنا: من يدعي التجريد لا يذكر الأسباب, فإن الله أقام الخلق قسمين. قسم في الأسباب, وقسم في التجريد. فمن ادعى أنه في التجريد ثم أخذ يذكر الأسباب فهو مدع كذاب. ثم الأسباب لم تنحصر في سؤال الملوك ولا غيرهم, فهلا ذهب -إن كان صادقا في دعواه التصوف- فأخذ حبلا واحتطب, وحمل على رأسه وباع واقتات منه, كما أمر بذلك الحديث([1]). ما منعه من ذلك إلا التكبر وعلو النفس, ومبنى التصوف على كسرها والله المستعان.
ومنهم من تراه يتتبع عيوب الخلق فيذكرها, كأنه فرغ من عيوب نفسه, وهذا إنما يصلح لمن أذن له في الكلام فيذكرها على جهة الإبهام, من غير تعيين أحد, كما يذكر الطبيب المرض وتشخيصه, ثم يذكر علاجه ودواءه, وإنما يحتاج إلى ذكرها في رجل معين إذا كان على وجه النصح والتحذير من القرب منه, لمحض حق الله تعالى لا لحظ نفسه.
ومنهم -وهو أعجبهم عندي حالاً- من ظن أن التصوف قراءة الكتب المؤلفة فيه, والبحث فيها وهذا غلط كبير. إنما التصوف السعي في إصلاح القلب وتطهيره من الأمراض الخبيثة, وتهذيب النفس وتفقد عيوبها, وما رأيت أحدًا قط, يأتي فيذكر شيئًا من أمراض قلبه ويسأل عن دوائه, ولا يقول أحد: عندي تثاقل عن العبادة, فكيف الطريق إلى حصول النشاط؟ ولا أجد عندي ميلاً إلا إلى الدنيا, فكيف العلاج في إخراجه عن القلب؟ ولا أجد في نفسي إلا علوًا وحسدًا وحرصًا, أو حقدًا أو رياء وعجبًا, أو في لساني بذاءة, أو انطلاقا أو نحو ذلك, فكيف السبيل إلى إزالته؟ أو كان لي ورد فكلت نفسي وانقطعت عنه, فكيف أعود إليه؟ أو عودني الله بالتحفظ ثم بدت مني زلة فكيف الرجوع؟ لا ترى أحدا يسأل عن شيء من ذلك. وهذا مبدأ التصوف, وهو الذي يهتم بهم أولا, فما ترى الواحد منهم -أول ما يجالسك- إلا يتكلم في الروح وإشراق القلب وإفاضة الأنوار والمطالعة بالأسرار, والخوض فيما لا يعنيه ولا طلب منه, ولا كلف به ولا أهل له, وهو عنه بمنقطع الثرى, ولم يكن يتكلم فيه إلا أولئك الكبار الذين وصلوا إلى درجة الصديقية, فيتكلمون فيه مع أمثالهم بما هو عندهم معلوم واضح لا إشكال فيه, فما مثل الواحد ممن ذكرت إلا مثل المملوك الجلف الذي سلمه السلطان إلى المعلم ليعلمه الرمح والرمي بالنشاب, فترك ما طلب منه وأخذ يسأل المعلم عن أحوال المملكة وكيف يديرها؟ سؤال من هو سلطان, وأخذ يستشير: ماذا يفعل, ماذا يولي من النواب وأرباب الوظائف؟ وليس لمثل هؤلاء جواب إلا الترك والإعراض وعدم التشاغل بجوابهم.
نعم إن تلمح من أحد منهم أنه يقبل النصيحة, وتنجح فيه الموعظة نهاه عن الخوض في ذلك, وبين له أن المهم والمطلوب منه خلاف ذلك.
قال أبو عبدالله محمد بن علي الترمذي الحكيم: الناس صنفان فصنف منهم يعبدون الله على البر والتقوى, فهم محتاجون إلى خير الزمان وإقباله ودولة الحق, وصنف منهم أهل اليقين, يعبدون الله على وفاء التوحيد عن كشف الغطاء وقطع الأسباب, فهم غير ملتفتين إلى إقبال الزمان وإدباره, ولا يضرهم إدباره, هو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن لله عبادًا يغذون برحمته يميتهم في عافية, تمر بهم الفتن كقطع الليل المظلم ولا تضرهم»([2]). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «يكون في أمتي فتن لا ينجو منها إلا من أحياه الله بالعلم»([3]) قال الترمذي: يعني العلم بالله فيما نرى.
وقال أيضًا: من ادعى الولاية فيقال فيه: صنف لنا منازل الأولياء, فذكر مسائل معيارًا على من ادعى الولاية.
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: للقطب خمس عشرة كرامة, فمن ادعى هذه الرتبة فليختبر بها. ثم عَدَّدها. وقال الشيخ تاج الدين في (لطائف المنن)([4]): اعلم أن رفع الهمة عن الخلق شأن أهل الطريق, وصفة أهل التحقيق, ولقد سئل الجنيد: أيزني العارف؟ فقال: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا﴾ [الأحزاب: من آية 38].
ولعمري لو سئل: أيطمع العارف في غير الله؟ قال: لا, وإنما مراد الحق سبحانه أن يفرده العباد في كل شيء حبًا وثقة وتوكلا وخوفا ورجاء. وذلك الذي تستحقه فرديته.
ورفع الهمة إنما ينشأ عن صدق الثقة بالله على سبيل المعاينة فيوجب لهم إيمانهم الاعتزاز بالله, قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: من آية 8]، والنصر من عند الله. قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: من آية 47] والنجاة من العوارض الصادرة عن الله تعالىٰ.
قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: من آية 103].
وشعار أهل الإرادة ودثارهم الاكتفاء بالله, ورفع الهمة عما سوى الله, وصيانة ملابس الإيمان من أن تدنس بالميل إلى الأكوان, والطمع في غير المَلِك الدَّيَّان.
والذي يوجب لك رفع الهمة عما سوى الله عِلْمك بأنه لم يخرجك إلى مملكته إلا وقد كفاك ومنحك وأعطاك, فلم يبق لك حاجة عند غيره.
وإذا كان قد اقتضى لهم الفهم عن الله أن يكتفوا بعلمه عن مسألته, فكيف لا يوجب لهم الفهم الاكتفاء بعلمه عن سؤال خليقته, ومن فاتحه الحق سبحانه بشيء مما فاتح به أحباءه فقد اقتضى منه رفع همته إليه, كما اقتضاه من غيره, وأولو, ألم تسمع قوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]، ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ﴾ [طه: من آية 131] وكيف لا تكون منته فيك ومواهبه وفواتح عنايته وخصائص ولايته ناهية لك عن التعلق بغيره؟ وإن كان ذا رتبة من المخلوقين فلا يرضى منك أن تنسب رتبة المنع والعطاء والولاية والعزل منها لغيره, فاحذر أن تكون من الذين قال الله فيهم: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾ [يوسف:106].
وقبيح أن تكون في دار ضيافته وتوجه وجه طمعك لغيره, وتطلب ممن هو بعيد عنك, وتترك الطلب من مولى هو أقرب إليك من حبل الوريد, ألم تسمع إلى قوله: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: من آية 186]، وقوله: ﴿وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ﴾ [النساء: من آية 32]، وقوله: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: من آية 60]، وقوله: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ﴾ [الحجر: من آية 21]. كل ذلك لجمع عباده عليه, وكيلا ترجع حوائجهم إلا إليه. انتهى.
وقال أيضًا: اعلم أن مبنى أمر الولي الاكتفاء بالله, والقناعة بعلمه, والاغتناء بشهوده, وقال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: من آية 3]، وقال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [الزمر: من آية 36]، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ [العلق: من آية 14]، وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: من آية 53].
فمبنى أمرهم في بداياتهم على الفرار من الخلق, والانفراد بالملك الحق, وإخفاء الأعمال, وكتم الأحوال, تخفيفا لعنائهم, وتثبيتا لزهدهم, وعملا على سلامة قلوبهم, وحبا في إخلاص أعمالهم لسيدهم.
حتى إذا تمكن اليقين, وأيدوا بالرسوخ والتمكين, وتحققوا بحقيقة الفناء, وردوا إلى وجود البقاء, فهنالك إن شاء الحق أظهرهم هادين لعباده, وإن شاء سترهم, فاقتطعهم عن كل شيء إليه.
وظهور الولي ليس بإرادته لنفسه, ولكن بإرادة الله له, بل مطلبه -إن كان له مطلب- الخفاء لا الجلاء, فلما لم يكن الظهور مطلبهم, وأراد سبحانه إظهارهم فأظهرهم تولاهم في ذلك بتأييده وواردات مزيده لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عَبْد الرَّحْمَن بْنِ سَمُرَة لاَ تطلب الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا منْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا»([5]).
ومن تحقق منهم بالعبودية لله لم يطلب ظهورا ولا خفاء, بل إرادته وقف على اختيار سيده له.
قال: ومن أجل مواهب الله لأوليائه وجود العبارة.
قال: وسمعت شيخنا أبا العباس يقول: يكون الولي مشحونا بالعلوم والمعارف, والحقائق لديه مشهودة, حتى إذا أعطي العبارة كان كالإذن من الله له في الكلام. قال: ومن أذن له في التعبير تهيأت في مسامع الخلق عبارته, وجليت لديهم إشارته.
قال: وسمعت شيخنا أبا العباس يقول: كلام المأذون له يخرج وعليه كسوة وطلاوة, وكلام الذي لم يؤذن له مكسوف الأنوار, حتى إن الرجلين ليتكلمان بالحقيقة الواحدة فيقبل من أحدهما ويرد على الآخر.
قال: واعلم أن من أراد الله به أن يكون داعيا إليه من أوليائه فلا بد من إظهاره إلى العباد, إذ لا يكون الدعاء إلى الله إلا كذلك, ثم لا بد أن يكسوه الحق كسوتين: الجلالة والبهاء.
أما الجلالة فلتعظمه العباد, فيقفوا على حدوده, ويضع له في قلوب العباد هيبة, وينصره بها, ليكون إذا أمر ونهى مسموعًا أمره ونهيه. وجعل هذه الهيبة في قلوب العباد من تمكين الحق له ليعينه على القيام له بالنصرة, قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج:41]. وهي من إظهار إعزاز الحق لعباده المؤمنين, قال تعالى: ﴿ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: من آية 8] وهذه الهيبة التي جعلها الحق في قلوب العباد لأوليائه سرت إليهم لانبساط جاه المتبوع عليهم, ألم تسمع إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»([6]). ألبسهم الحق ملابس هيبته, وأظهر عليهم إجلال عظمته, كلما نزلوا إلى العبودية, رفعهم إلى سماء الخصوصية, فهم الملوك وإن لم تخفق عليهم البنود, والأعزاء وإن لم تسر أمامهم الجنود.
([1]) يريد حديث أنس: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ». قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ. قَالَ: «ائْتِنِي بِهِمَا». فَأَتَاهُ بِهِمَا فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ وَقَالَ: «مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي هَذَيْنِ». قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ». مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا. قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ. فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ: «اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ وَاشْتَرِ بِالآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ». فَأَتَاهُ بِهِ فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عُودًا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ وَلاَ أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا». فَفَعَلَ وَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبًا وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رواه أبوداود والنسائي والترمذي، وقال: حديث حسن. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: «لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ».
([3]) رواه الدارمي من حديث أبي أمامة بلفظ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا إِلاَّ مَنْ..» الحديث، وإسناده ضعيف.
([6]) رواه الشيخان من حديث جابر، ومسلم من حديث أبي هريرة، وأحمد حديث ابن عباس، وأبي ذر، وأبي موسى بأسانيد حِسان، كما قال الحافظ وله طرق متعددة.